كيف انتهت أزمة تمرد فاجنر داخل روسيا؟
عبده حسن مصر 2030يتابع العالم ما حدث أمس من قوات فاجنر بإعلانها التمرد على قوات الجيش الروسي، ولكن يبدو أن الأمر انتهى بانسحاب قوات فاجنر.
وأعلن رئيس مجموعة فاجنر يفغيني بريغوجين عن وقف تحرك قواته تجاه موسكو، وأكد أنها استدارت وتغادر في الاتجاه المعاكس، وذلك عقب مفاوضات قادها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، انتهت بقبول فاجنر التراجع، والالتزام بخفض التصعيد مع أخذ ضمانات أمنية للمقاتلين.
وجاء في رسالة صوتية نشرها بريغوجين عبر تليجرام: "أرادوا حل شركة فاجنر العسكرية الخاصة، وتقدمنا خلال 24 ساعة، وبقي أقل من 200 كيلومتر إلى موسكو، خلال هذا الوقت، لم تنزف قطرة واحدة من دماء مقاتلينا".
وأضاف بريغوجين: "الآن حل الوقت الذي يمكن فيه للدماء أن تُراق، لذلك وإدراكاً منا للمسؤولية الكاملة عن حقيقة أن الدماء الروسية ستراق على أحد الجانبين، كتائبنا تستدير ونغادر في الاتجاه المعاكس للمعسكرات الميدانية وفقاً للخطة".
وتعود البداية إلى زعم قائد قوات فاجنر إن قواته تعرضت لضربة غادرة من الجيش الروسي، ونشر فيديو لقصف الدفاع الروسية لعناصره في أوكرانيا، متهما وزير الدفاع الروسي بإصدار أمر بإخفاء 2000 جثة لمقاتلي فاجنر في مشرحة.
وتابع، لقد شنوا ضربات، ضربات صاروخية، على معسكراتنا الخلفية، وقُتل عدد هائل من مقاتلينا.
كما قررت هيئة قيادة مجموعة فاجنر أنّه ينبغي إيقاف أولئك الذين يتحملون المسؤولية العسكرية في البلاد، وأن وزير الدفاع سيرغي شويغو سيتم إيقافه، ودعى الجيش إلى عدم مقاومة قواته.
فيما نفت وزارة الدفاع الروسية ادعاءات بريغوجين، وأكدت أن الجيش الروسي لم يقصف معسكرات فاجنر.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن جميع الرسائل ومقاطع الفيديو المنشورة من قبل يفغيني بريغوجين حول الضربة المزعومة من قبل وزارة الدفاع الروسية على المعسكرات الخلفية لمجموعة فاجنر لا تتوافق مع الواقع وهي استفزاز إعلامي.
وبحسب ما أفصح عنه الكرملين فقد جاءت قرار بريغوجين بالتراجع وسحب قواته بعد توصله لاتفاق قدمت فيه موسكو تنازلات ووعدت بمكافآت.
وعن تفاصيل الاتفاق قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن "لوكاشينكو عرض التوسط للتوصل إلى اتفاق، بناء على موافقة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنه على معرفة شخصية ببريغوجن منذ نحو 20 عاما"، متابعًا: "القضية الرئيسية ضد بريغوجين سيتم إسقاطها عنه، وسيغادر إلى بيلاروسيا"، لكن بيسكوف لم يحدد ما سيفعله بريغوجين هناك في بيلاروسيا.
وحول مكان بريغوجين، قال المتحدث باسم الكرملين "لا نعلم مكان تواجد قائد مجموعة فاغنر الآن"، أما فيما يخص المقاتلين التابعين لفاغنر فقد شمل الاتفاق من شاركوا في التمرد ومن لم يشاركوا، ووعد الكرملين بـ"عدم مقاضاة من شاركوا في التمرد"، أما الذين لم يشاركوا فقد فتح الكرملين الباب أمامهم لـ"توقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية".
كما وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يحدث في روسيا، والتمرد المسلح الذي قام به مؤسس قوات فاجنر العسكرية الخاصة بأنه طعنة في الظهر.
وأكمل بوتين أن موجهة للأمة إنه تم جر قوات فاجنر لمغامرة إجرامية عبر التمرد المسلح، سيتم الرد بشكل قوي وصارم على التمرد.
كما قال بوتين إن الأجهزة الأمنية أعلنت حالة مكافحة الإرهاب وسيتم اتخاذ إجراءات صارمة لاستعادة النظام في روستوف.
وبدأت الإجراءات أمنية في روسيا، حيث أظهرت مقاطع فيديو، آليات عسكرية روسية تتحرك في شوارع موسكو، في أعقاب إعلان جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فتح قضية جنائية ضد قائد فاجنر بتهمة الدعوة لتمرد مسلح، وصدور أمر بالقبض عليه.
كما تم تشديد إجراءات الأمن، الجمعة، في المقرات الحكومية ومنشآت النقل وغيرها من الأماكن الهامة في العاصمة الروسية موسكو.