خلال 24 ساعة.. تفاصيل تمرد قوات فاجنر على الرئيس الروسي من البداية للنهاية
مارينا فيكتور مصر 2030تمرد مسلح غريب من نوعه، قاده رئيس مجموعة "فاجنر" العسكرية الخاصة يفجيني بريجوجين، بدأ وانتهى خلال الـ24 ساعة الماضية، إذ اندلع بخلاف وانتهى باتفاق بعد وساطة من الرئيس البيلاروسي ألكساندر لوكاشينكو.
ونص الاتفاق على مغادرة بريجوجين، الذي حاول الإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية إلى بيلاروسيا، وقبل الاتفاق، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسحق "تمرد مسلح" بعد أن سيطر قوات فاجنر على مدينتي روستوف وفورونيج وزحف قوة من 5 آلاف رجل باتجاه موسكو.
وقبل تطور الأحداث، اتسمت تصريحات بريجوجين ضد القيادة العسكرية الروسية، وتحديدا ضد وزير الدفاع سيرجي شويجو، بالحدة ووصلت حد الإهانات، وذلك على خلفية تزويد جماعته بالذخيرة والأسلحة.
البداية
نشر بريجوجين مقطع فيديو، يوم الجمعة، صعد فيه من نبرة خلافه مع كبار الضباط العسكريين في روسيا، ولأول مرة يرفض مبررات موسكو الأساسية للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
اتهم بريجوجين القوات الروسية بقصف قوات فاجنر الأمر الذي تسبب بمقتل الآلاف من رجاله، وتعهد بالرد.
في سلسلة من التسجيلات الصوتية اللاحقة على تليجرام، قال بريجوجين إن "شر" القيادة العسكرية الروسية "يجب أن يتوقف" وإن قوات فاجنر سيقودون "مسيرة من أجل العدالة" ضد الجيش الروسي.
رد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بفتح قضية جنائية ضد بريجوجين، قائلا إنه دعا إلى "تمرد مسلح".
حث نائب قائد الحملة الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرجي سوروفكين مجموعة فاجنر على التوقف عن معارضتها للقيادة العسكرية والعودة إلى قواعدها.
تسارع الأحداث
قال بريجوجين، يوم أمس السبت، إن رجاله عبروا الحدود من أوكرانيا إلى روسيا، وهم على استعداد للذهاب "إلى أبعد مدى" في معارضتهم للجيش الروسي.
دخل مقاتلو فاجنر مدينة روستوف بجنوب روسيا، حسبما قال بريجوجين في تسجيل صوتي نُشر على تليجرام.
قال البيت الأبيض إنه يراقب الوضع بين روسيا ومجموعة فاجنر، وسيتشاور مع الحلفاء والشركاء بشأن التطورات.
المدعي العام الروسي إيجور كراسنوف يبلغ بوتين رسميا بالقضية الجنائية ضد بريجوجين بتهمة التمرد المسلح.
نصح حاكم منطقة روستوف المجاورة لأوكرانيا بجنوب روسيا، السكان بالالتزام بالهدوء والبقاء في منازلهم حيث أصبح من الواضح أن قوات فاجنر قد سيطرت على مدينة روستوف.
وزارة الدفاع الروسية تصدر بيانا تناشد فيه مقاتلي فاجنر التخلي عن زعيمهم، قائلة إنهم "خدعوا وجُروا إلى مغامرة إجرامية".
وبحسب مصدر أمني روسي، فإن مقاتلي فاجنر سيطروا على جميع المنشآت العسكرية في مدينة فورونيج الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوبي موسكو.
وألقى بوتين خطابا عبر التلفزيون تعهد فيه بسحق "التمرد المسلح" ويتهم بريجوجين "بالخيانة" وبتوجيه "طعنة في الظهر" لروسيا.
ورفض بريجوجين اتهام بوتين له ولجماعته بالخيانة، وجاء في بيان منسوب لقوات فاجنر أنه "سيكون لروسيا رئيس جديد".
وقال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، حليف بوتين، إن قواته مستعدة للمساعدة في إخماد تمرد بريجوجين واستخدام أساليب قاسية إذا لزم الأمر.
وفتحت طائرات هليكوبتر عسكرية روسية النار على قافلة من متمردي فاجنر بعدما قطعوا أكثر من نصف الطريق نحو موسكو في تقدم خاطف بعد الاستيلاء على روستوف خلال الليل.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن "ضعف روسيا واضح" وإنه كلما احتفظت موسكو بقواتها ومرتزقتها في أوكرانيا لفترة أطول، زادت الفوضى التي ستدعوها للتراجع.
وعرض رئيس بيلاروسيا ألكساندر لوكاشينكو على الرئيس الروسي، الوساطة لإنهاء التمرد المسلح.
ووافق بريجوجين على وساطة لوكاشينكو وأمر مقاتليه بالعودة إلى قواعدهم السابقة في لوغانسك لتجنب إراقة الدماء.
نهاية التمرد
قال الكرملين إن بريجوجين سينتقل إلى بيلاروسيا "كما سيتم إسقاط التهم الجنائية ضده".
كشف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي هو الضامن لاتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه بوساطة من لوكاشينكو.
أعلن الحاكم الإقليمي لمدينة روستوف فاسيلي جولوبيف، عبر تليجرام، أن مقاتلي فاجنر غادروا المدينة بعد أن سيطروا عليها السبت وتوجهوا نحو معسكراتهم.
ذكرت وسائل إعلام روسية أنه تم رفع جميع القيود المفروضة على الطرق السريعة في البلاد.
قالت وكالة تاس الروسية إنه تم إبقاء الإجراءات الأمنية على حالها على الطريق السريع بين موسكو وتولا.