تمرد فاغنر.. كيف انقلب ”طباخ الرئيس”؟
علي حسين مصر 2030بعد أن أعلنت قوات فاغنر الانقلاب على القيادة الروسية وإعلان تمرد المجموعة خرجت تعلن السيطرة على مدينة روستوف، ذات الأهمية الاستراتيجية في مسار الحرب بأوكرانيا.
وقبيل ساعات من التمرد الذي جرى يوم السبت، اتهم جنرالات روس مؤسس فاغنر بمحاولة تنفيذ انقلاب على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خضم المواجهة المستمرة بين قائد فاغنر والجيش، الذين تنازعوا منذ شهور حول تكتيكات الحرب في أوكرانيا.
أصل الخلاف بين فاغنر وروسيا
ارتفعت حدة التوترات في وقت متأخر من يوم الجمعة، بعد أن اتهم قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين الجيش الروسي بمهاجمة معسكرات مقاتليه، ما أسفر عن مقتل عدد "هائل" من عناصره، متوعدا بالانتقام.
تعهد "بريغوجين" بأن قواته البالغ قوامها 50 ألف مقاتل ستشن هجوما على وزارة الدفاع الروسية، على الرغم من تأكيده أن الإجراءات "ليست انقلابا عسكريا".
ردت السلطات الروسية باتهام قائد فاغنر بـ"تنظيم تمرد مسلح"، وحث قادة روس مقاتلي المجموعة بألا يكونوا "لعبة في يده".
وجه "بريغوجين" في الأشهر الأخيرة اتهامات إلى القيادة العسكرية الروسية، حيث ألقى باللوم على الجنرالات الروس لفشلهم في تزويد قواته بما يكفي من الذخيرة وتجاهل انتصارات مجموعته.
تسامح الكرملين مع انتقاداته المستمرة لأشهر عدّة، حتى مع إشارة محللين لسعي "بريغوجين" للحصول على نفوذ سياسي أوسع، مما قد يهدد قبضة بوتين على السلطة.
قبل أيام، رفض "بريغوجين" أمرا من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يلزم جميع المشاركين في التشكيلات التطوعية بإبرام عقود مع الوزارة.
تعود حقيقة الخلافات بين الجانبين إلى مرحلة سابقة، خصوصا على هامش معركة الاستيلاء على مدينة باخموت الأوكرانية، والتي دارت على مدى الشهور الماضية، حيث كان يرغب في الحصول على إشادة بجهود قواته وتزويدهم بالمزيد من الأسلحة والعتاد.
في مايو الماضي، أعلن بريغوجين عن استعداده لتسليم المواقع في مدينة باخموت إلى قوات أحمد الشيشانية، وذلك على إثر خلاف مع الدفاع الروسية التي لم تزوده بالأسلحة والذخيرة على حد وصفه.
كما اتهم وحدة عسكرية روسية بالفرار من مواقعها قرب باخموت، وكرر تعهده بسحب مجموعته من باخموت، إذا لم يقدم الجيش الروسي مزيدا من الذخيرة.
في وقت سابق، أصدر زعيم فاغنر مقطع فيديو يزعم أنه يُظهر استجواب قائد لواء روسي في عهدة قواته، وعرف الرجل نفسه في الفيديو على أنه المقدم رومان فينيفيتين، قائد اللواء 72 المستقل بالبنادق الآلية، وكان لديه كدمات في الوجه، ويتم استجوابه بقوة من قبل شخص مجهول في خلفية المشهد، ويقول إنه أطلق النار على سيارة مملوكة لشركة فاغنر عندما كان تحت تأثير الكحول.
في مارس الماضي، أثار التقدم الذي أحرزته مجموعة "فاغنر" بالسيطرة على بلدة زالزنيانسكي قرب وسط باخموت، توترًا مع الجيش الروسي بشأن "صاحب الانتصارات الحقيقي".
وفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن فاغنر تسعى لتصوير نفسها على أنها الوحدة الروسية الوحيدة القادرة على شن عمليات هجومية.
أواخر ديسمبر من العام الماضي، نشر مقاتلو "فاغنر" مقطع فيديو مليئا بالكلمات النابية الموجهة إلى القيادة العليا للجيش الروسي، متهمين إياها بحجب الذخيرة، والتسبب في مقتل رفاقهم، كما حملت اتهامات للقيادات العسكرية في روسيا وعلى رأسهم وزير الدفاع، ورئيس الأركان المشتركة.
من الواضح أن الصبر الرسمي قد نفد بحلول يوم السبت، عندما أعلن المدعي العام الروسي، التحقيق مع "بريغوجين" بتهم تصل عقوبتها القصوى إلى السجن 20 عاما، وفق وكالة "تاس" الروسية التي اعتبرت قائد فاغنر أنه "متهم".
طباخ بوتين
يعتبر قائد "فاغنر" أحد المقربين من بوتين، ويوصف في وسائل الإعلام الغربية بـ"طباخ الرئيس الروسي"، بعدما ظهر في إحدى المناسبات وهو يقدم طبقاً لبوتين.
بحسب شبكة "بي بي سي"، فإن بريغوجين، 62 عاماً، يمتلك شركات تموين ومطاعم وتوفير الطعام والشراب للمناسبات الرسمية في الكرملين.
ظهرت فاغنر التابعة لـ"بريغوجين"، لأول مرة خلال ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، ومنذ ذلك الحين مارست نفوذا نيابة عن موسكو في سوريا وليبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى ومالي وموزمبيق، وفقا لتقارير غربية.