خبيرشؤون إفريقية: إنتصار آبي أحمد سيخلق منه ديكتاتورًا متعنتًا

شهدت تصريحات أطراف الصراع بإثيوبيا تخبطًا ملحوظًا، إذ أن كل طرف يعلن إنتصاره وسيطرته على جزء من الأرض في حين يؤكد الآخر أنها ليست بانتصارات وإنما كانت إعادة هيكلة وترتيب الصفوف لإدارة المعركة بأكثر حكمة وتكنيك.

الوضع الذي وصفه خبراء في الشأن الإثيوبي بمعركة "الكروالفر" غير واضحة المعالم والقوى، نتيجة التعتيم الإعلامي للأحداث بأمر من حكومة آبي أحمد لعدم فضح الجرائم التي ترتكب في حق المدنيين، خاصة سكان إقليم تيجراي.

على الجانب الآخر من الأحداث صدرت بعض التقارير الأوروبية والتي تحمل الكثير من القلق حيال مفاوضات سد النهضة وما المصير الذي ينتظر تلك المفاوضات والسد معًا.

"في الأساس المفاوضات معلقه منذ أكثر من عام، وبالتالي الحديث الآن عن تأثر ملف سد النهضة بالأوضاع الحالية في إثيوبيا ليس بالمهم، ولكن الأهم هو الحديث فيما بعد انتهاء حرب تيجراي وأي طرف من أطراف الصراع في إثيوبيا سيتولى مقاليد الحكم في البلاد وبالتالي ستكون معه المفاوضات"، بهذه الكلمات بدأ أحمد عسكر، خبير الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حديثه عن مصير مفاوضات سد النهضة في ظل الأوضاع التي تشهدها إثيوبيا.

وأضاف خبير الشؤون الإفريقية: "أننا أمام أكثر من سيناريو محتمل، الأول هو انتصار الجيش الإثيوبي وبقاء آبي أحمد بالحكم فسنكون أمام حاكم أكثر ديكاتاتورية وتعنتًا حتى في مفاوضات ملف سد النهضة، لأن الانتصار على تيجراي سيعطية شرية أكبربالبلاد، وهذا ما تتحدث عنه معظم التقارير الأوروبية الخاصة بالشأن الإثيوبي وقضية سد النهضة والتي تؤيد وجهة النظر المؤيدة لوجود المزيد من العراقيل في مفاوضات سد النهضة".

وتابع: "السيناريو الثاني الإطاحة بحكومة أبي أحمد، ودخول البلاد في سيناريو الفوضى الخلاقة، ودخول كل الأطراف في إثيوبيا أطرافًا في الصراع أيضًا، ما يجعل الوضع أكثرصعوبة وتعقيدًا بسبب عدم وجود طرف شرعي يتحدث باسم البلاد أو يتفاوض على ملف سد النهضة مع مصر والسودان".

ويستدرك خبير الشؤون الإفريقية، أن هناك سيناريو ثالث وهو في حالة سيطرة تيجراي على السلطة وأصبحت تملك الشرعية وحكم البلاد، فهذا ليس بالأمر الجيد أيضًا أو قد يكون الحديث عنه الآن سابقًا لآوانه، ولأن تدشين سد النهضة من البداية انطلق في عهد حكم تيجراي.

ويؤكد عسكر أن كل هذه السيناريوهات مطروحة على الساحة الآن ولكن لن يستطع أحد أن يجزم بأي سيناريو سيتحقق على أرض الواقع وأي طرف سيكون المتحدث باسم إثيوبيا خلال مفاوضات ملف سد النهضة.