عدو خفي يهدد وجود ”البطاريق” على سطح الأرض
مارينا فيكتور مصر 2030يتربص تغير المناخ وما يصاحبه للبطاريق كعدو خفي لكائنات لطيفة، مسالمة، تتباهى بريشها الأبيض والأسود، الذي يبدو كأنه بدلة رسمية.
فحركاتها تجذب أعين الناس عبر شاشات التلفاز، تقفز وتلعب، حركاتها مميزة محبوبة، تستيقظ كل صباح وتذهب عند البحيرة للبحث عن قوت يومها. كغيرها من الكائنات غير البشرية، صارت البطاريق مهددة؛ نتيجة التغيرات المناخية.
وظيفته ليست إضحاك الناس
هل تظن أنّ البطريق خُلق لكي يسليك؟ بالطبع لا؛ إذ يلعب هذا الكائن المحبوب دورًا حيويًا في حفظ النظام البيئي.
ويتجلى ذلك في ملاحظة طريقة معيشتها؛ فهي كالجسر بين المحيط واليابسة، وتنقل المواد الغذائية بينهما؛ فمن جانب، تمثل البطاريق مصدرًا غذائيًا مفضلًا لبعض الحيوانات المفترسة مثل: الطيور البحرية والثعالب والفهود وفقمات البحر.
ومن جانب آخر، تتغذى البطاريق على الأسماك البحرية والحبار والكريل، وبذلك؛ فهي تحرك العناصر الغذائية بين اليابسة والبحر، ما يُحافظ على توازن النظام البيئي، بالإضافة إلى ذلك؛ فالأنظمة البحرية والبرية تستفيد من فضلات البطاريق.
لم يدعها الإنسان وشأنها
تواجه البطاريق العديد من التحديات، ما يضعها على قائمة الكائنات المهددة بالانقراض، وكما هي العادة، للإنسان يد ما في الأمر؛ ويتجلى ذلك في الصيد الجائر للأسماك والأنواع التي يعتمد عليها البطريق، ما يهدد غذائه. فضلًا عن التلوث الذي ينشر الأمراض في محيط البطاريق.
التغير المناخي
التغير المناخي الذي يعاني منه العالم حاليًا قد تفاقمت آثاره؛ بسبب الأنشطة البشرية. وكما هو متوقع، لقد طالت هذه التغيرات البطاريق التي تعيش في القطب والأماكن الباردة، لا تحمل همًا سوى البحث عن غذائها، لكن من حظها أنها متأقلمة للعيش في بيئة باردة فوق الثلوج، ومع ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد المحيط بها، تفقد موائلها.
ولأنها تتغذى من المياه؛ التي تتغير درجة حرارتها؛ وتزداد حموضتها بمرور الوقت، ما يجعل البيئة غير صالحة لبعض الأنواع؛ فإنّ غذاء البطريق أيضًا يصبح مهددًا. وبالفعل وُضعت معظم أنواع البطريق على قائمة الكائنات المهددة بالانقراض.
وتُحذر دراسة منشورة في دورية "جلوبل تشانج بيولوجي" (Global Change Biology) في أغسطس 2021، من أنه إذا استمرت التغيرات المناخية بهذه الوتيرة؛ فقد تنقرض البطاريق بحلول عام 2100؛ أي في نهاية القرن.
ولسوء الحظ، تبين أنّ قدرة البطاريق على التطور والتكيف مع هذه الظروف ضعيفة وبطيئة جدًا. بحسب دراسة منشورة في دورية "نيتشر كوميونيكيشن" (Nature Communication) في يوليو / تموز 2022.
لكن، هل نخسر كائن البطريق اللطيف بحلول نهاية القرن فعلًا؟ الحقيقة أنه مع كل التهديدات المحدقة به، قد تكون نهاية هذا الكائن قريبة فعلًا، إذا لم يتخذ أحد إجراءات حمايته.