بعد إقليم دارفور.. هل تتسع هوية الصراع في السودان؟
عبده حسن مصر 2030يُعاني السودان منذ شهرين بسبب الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وعدم التزام أياً من الطرفين بالهدن.
كما أن هناك سيناريوهات خطيرة تهدد بالخطر ضد السودان وشعبها ففي دارفور، وتحديداً في مدينة الجنينة غربي دارفور، وقعت أعمال سلب ونهب للبنوك ومنازل المواطنين، وحوادث قتل عشوائي، وانتهاكات جنسية واغتصاب بشكل يومي، كما تم قتل نشطاء في مجال حقوق الإنسان واستهدفت الكوادر المهنية خاصة الطبية، مع حرق عدد من المنازل والمحاصيل والمقتنيات والأسواق وهدمت مستشفيات، وتم حصار مدنيون وحرموا الخروج نحو أي مدينة أخرى، حتى لو كان ذلك بغرض العلاج.
وفي مدينتي الفاشر شمالي الإقليم، ونيالا جنوبه حدثت حوادث قتل وسلب ونهب واغتصاب، وفي نيالا انتشرت عصابات متخصصة في نهب المنازل التي تركها أصحابها بسبب الحرب، وتسرق أيضا المخازن والأسواق وخزائن المؤسسات الحكومية والمنظمات الطوعية الدولية والوطنية، وفي مدينة الضعين شرقا فالأوضاع هادئة، لذلك نزح إليها بعض أهالي الإقليم.
ومنذ بداية الصراع وتم نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص داخل السودان، ودفعت نحو 400 ألف للفرار إلى الدول المجاورة، وألحقت أضراراً جسيمة بالعاصمة الخرطوم.
كما تم توثيق ثماني هجمات ممنهجة لإحراق الممتلكات عمداً دمرت قرى في دارفور وكذلك عدة هجمات على مدارس ومساجد وغيرها من المباني العامة في مدينة الجنينة في أقصى غرب البلاد والتي شهدت هجمات عنيفة شنتها جماعات محلية وسط انقطاع للاتصالات.
بالتزامن مع انهيار الخدمات الإنسانية والطبية في الجنينة منذ بداية شهر مايو، ولم يعد في المدينة التي يسكنها نحو مليون شخص، لا غذاء ولا ماء ولا دواء ولا حتى اتصالات، بحسب الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور العالم.
وخرج حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، وقال إن ما يجري في مدينتي الجنينة وكتم لا يمكن أن يمر دون تحقيق دولي.
كما حذر المدير الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بإقليم دارفور السوداني توبي هارورد الخميس الماضي مما قال إنه تدهور سريع للأوضاع في مدينة الجنينة وسط غياب لسلطة الدولة والقانون.
ويذكر أنه منذ عام 2003، وهناك أعمال سلب ونهب وحالات تعد على المواطنين بالإقليم، والحرب الأهلية مستمرة في دارفور.
ففي الجنينة غربي دارفور، كانت الحرب في البداية بين القبائل العربية وغير العربية، وتطور الأمر بعد تدخل الجيش والدعم السريع فاتسع القتال.
أما في الضعين شرقي دارفور كانت هناك مناوشات بين القبائل المختلفة امتدادا لمشكلة موجودة منذ 2013، أما في وسط الإقليم فهناك اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع.
كما انتشرت عصابات منفلتة وحركات مسلحة وقبائل متنازعة تنفذ جرائم، وهناك من يتهم أفرادا من قوات الجيش والدعم السريع.
ويذكر أن إقليم دارفور من أهم الأقاليم السودانية، وذلك لاحتوائه على الذهب واليورانيوم والبترول، وثروة حيوانية وزراعية، وهناك دولًا تعمل على انفصاله عن السودان.
ومنذ فبراير 2003، حدث نزاع مسلح يجري في منطقة دارفور في السودان، عندما بدأت مجموعتان متمردتان هما حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة بقتال الحكومة السودانية التي تتهم باضطهاد سكان دارفور من غير العرب، وردت الحكومة بهجمات عبارة عن حملة تطهير عرقي ضد سكان دارفور غير العرب، وأدت الحملة إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين واتهم بسببها الرئيس السوداني عمر حسن البشير بارتكاب إبادة جماعية، جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة العدل الدولية.