«المعفن».. شاهد| حكاية عم محمد أشهر بائع للجُبن القديم في مصر
خلود صلاح مصر 2030"بجلابية وعمامة وناس بالطوابير، وبسمة حنينة لعين شقيانة لسنين وهمة شاب ولا فى العشرين".. يقف بائعًا مسنًا أمام عربة خشبية بالشارع يعد ساندوتشات شهية بعيش بلدى وجبن قديم وسط هتافات وتصفيقات من زبائنه مرددين: "يا حلاوة جبنتك السايحة يا معفن".
من ريحة زمان وبأكلة الأجداد بنظافة وريحة شهية وسعر بسيط، يبدأ عم محمد السبعينى يومه منذ الصباح الباكر وعلى مدار أكثر من 42 عامًا فى منطقة بولاق الدكرور يعد ساندوتشات الجبن القديم بشرائح الطماطم طوال اليوم، لتكون مصدر رزقه وقوت أسرته بالحلال.
عم محمد المعفن.. حكاية راجل من زمن فات
"الرزق حلو وجبنتى نظيفة زى الفل" هكذا بدأ عم محمد وشهرته المعفن يروى حكايته لـ"مصر2030"، قائلاً: ربنا بيقوينى وبيحب العبد الشقيان بالحلال وراء لقمة عيشه، بدأت أعد ساندوتشات الجبن القديم على طريقة أجدادنا وأمهاتنا أيام البركة وطعم الخير، واتذكر أول يوم وقفت بالشارع أعدها وأبيعها من أيام القرش والمليم، وتحديدًا يوم 28 فبراير عام 1980.
وتابع "لقبونى بالمعفن" لأننى ابيع ساندوتشات جبن قديم فقط، وعلى رأى المثل بيقولوا على الجبن "الدود منه فيه" ولكن جبنتى تخلو تمامًا من الديدان وتتميز بالنظافة والرائحة والطعم والدليل شهرتى على مدار أكثر من 42 عامًا وإقبال الزبائن يوميًا الحمد لله.
وأضاف "بائع الجبن" بشتغل فى حالى وحياتى كلها لشغلى وأسرتى وأمنيتى أزور الكعبة وأصلى فى الحرم، اتربينا على عزة النفس وأكل العيش بالحلال، عمر الحرام ما بينفع ولا بيدوم، واللقمة الحلال تساوى الدنيا براحة البال ورضا ربنا، بقف صيف وشتاء فى الشارع اسعى وراء رزقى وعمرى ما اعترضت على أمر ربنا دايما راضى وحامده وشاكر فضله وأهم حاجه الصحة وأنا اشتغل.
وعبر أحد الزبائن برسالة محبة وشكر لعم محمد، قائلاً: "أحلى وأطعم ساندوتش تاكله يفتح نفسك وفيه البركة بيشبع، عم محمد راجل طيب وكريم وشقيان، اتعودنا عليه وعلى ضحكته وأكله الحلو ربنا يقويه ويرزقه".
ووجه "بائع الجبن" رسالة للشباب بالسعى وعدم الاستسلام للظروف، اجروا وراء أكل العيش أبواب الرزق تتفتح قدامك وكله بأمر ربنا، استغل شبابك واشتغل واتقى ربنا فى أهلك ترضى عليك الدنيا والأخرة.