هل تصل الأوضاع الإنسانية في السودان إلى مآسي؟
عبده حسن مصر 2030قرابة الشهر ونصف والسودان يُعاني من الحرب والصراع الذي اندلع بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي تسبب في عدد من الوفيات وتشريد الكثير من المواطنين وسوء الوضع الاقتصادي في البلاد، بالرغم من وجود هدنة بين الطرفين منذ أقل من أسبوع.
ومساء أمس، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في السودان رصدت انتهاكات محتملة للاتفاق واستخدام المدفعية والطائرات الحربية والمسيرة.
ويعتمد الجيش السوداني على القوة الجوية بينما تنتشر قوات الدعم السريع في شوارع الخرطوم.
وأدى هذا الصراع بين الطرفين إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وأجبر أكثر من 1.3 مليون شخص على الفرار من ديارهم، كما يهدد بزعزعة استقرار منطقة أوضاعها هشة أصلًا.
كما يعاني المواطنون من صعوبة الوصول إلى المستشفيات والحصول على الرعاية الصحية والعلاج بشكل كامل رغم الهدنة، كما أن هناك شح في الأغذية بالمدن لا سيما في الخرطوم، حيث توقف الموظفون في القطاعين العام والخاص وأصحاب الحرف عن العمل، كما أن هناك 30 رضيع لقوا حتفهم بشكل مأساوي في المستشفيات منذ اندلاع القتال بالسودان.
وذكرت تقارير أممية جديدة تؤكد وفاة 6 أطفال حديثي الولادة في مستشفى بمدينة الضعين في غضون أسبوع واحد فقط مؤخرًا بسبب المشاكل، بما في ذلك نقص الأكسجين وسط انقطاع التيار الكهربائي، ويعاني أطباء هناك من الجوع في المستشفيات.
فيما توقف حركة التجارة بين الخرطوم والقاهرة والتي يقدر حجمها بحوالي 1.5 إلى 2 مليار دولار أي ما يعادل 10 بالمئة من صادرات وواردات السودان.
ويشكل الذهب أهم موارد السودان من العملة الصعبة بعد خروج 75 في المائة من موارد النفط بعد انفصال جنوب السودان عن السودان، وتوقف صادرات المعدن الأصفر سينعكس بشكل سلبي كبير على موازنة الدولة.
وتسبب الصراع أيضًا في تعطيل قسري لقطاع البنوك، وهو ما تسبب في عدم السيطرة على سعر الصرف، ليبقى الأثر الرسمي على العملة غير واضح حتى تعود البنوك للعمل، وتعرضت البنوك داخل الخرطوم للنهب والسرقة، وتعطلت الانظمة المصرفية والجمركية المركزية، فلم تعد هناك عمليات للسحب ولا الإيداع إلا في الضواحي.
وعانى التجار الذين يتعاملون في السكر والسمسم والبذور الزيتيه من الخسائر اليوميه بسبب عدم الالتزام بالتعقادات ونهب المستودعات مما تسبب في ازمات عديده ستحتاج القطاعان الخاص والصناعي لوقت طويل ولدعم كبير للعوده في حاله انتهاء الحرب.
وبلغ العجز التجاري في السودان الى 6.7 مليار دولار خلال العام الماضي ولكن حدثت اصلاحات عديدة خلال الفتره الماضيه كانت بهدف جذب التمويل الاجنبي لتعويض هذا الانهيار وبينما كان المستثمرون يضعون خطط لاقامه مشروعات جديده للنهوض بالبلاد حدث القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وخرجت هذا الأسبوع، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقالت إن هناك ما بين 60 إلى 90 ألفًا فروا إلى تشاد المجاورة منذ اندلاع الصراع في السودان الشهر الماضي، وتكدس عشرات الآلاف في مخيم مؤقت بقرية بوروتا التي كان يتمركز بها بيير كريمر من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأسبوع الماضي.
ويمكن أن يكون الوصول إلى المنطقة صعبًا بعد بدء موسم الأمطار لأن الجداول الكبيرة، المعروفة باسم الوديان، ستحول دون وصول الإمدادات.
ويذكر أن تشكل النساء والأطفال نحو 80% من اللاجئين، وانفصل الكثير من هؤلاء الأطفال عن آبائهم خلال فرارهم من إقليم دارفور الذي امتد إليه العنف بين طرفي الصراع من العاصمة الخرطوم في الأسابيع الأخيرة.
في حين أكدت عدة تقارير أن عدد من اللاجئين الذين يفترشون الأرض تعرضوا للدغات الثعابين والعقارب.