جمع شمل الأحياء بالأموات.. شاب يحيي صور الموتى من أجل جبر الخواطر
خلود صلاح مصر 2030يحيي صور الموتى ويجمع شمل الأحياء والأموات من خلال صورة تعيد الذكريات الطيبة، جبر الخواطر وصُنع السعادة على الوجوه وإدخال السرور على القلوب هدفه الأول دون مقابل، بل تطوع لجبر خواطر أناس زارهم الموت فى أغلى ما لديهم، شاب قرر أن يقوم بإحياء الصور القديمة والعتيقة والتي راحت ملامحها واسترجاعها بطريقة محترفه ليدخل السرور على فاقدين أحبابهم.
جبر القلوب المكسورة وإحياء ذكريات ترد الروح
مساعدة الناس ليست بالمال فقط وإنما هناك طرق أخرى للمساعدة والمواساة للغير، وهناك من يتميز بمجال أو موهبة ويساعد به غيره، وبالفعل قام محمد حافظ الورداني، 22 عامًا، ابن كفر الزيات بمحافظة الغربية، طالب بكلية التجارة ويعمل مصمم ويعشق التصوير، يجبر خواطر كل من يرسل له صورة قديمة أو ضاعت ملامحها، بإعادة جودتها وبناء هيكلها مرة أخرى بطريقة احترافية وبعمل تطوعي.
والتقى موقع مصر 2030 مع الشاب المتطوع بإحياء الصور الميتة، ليروي رحلة تطوعه لجبر الخواطر منذ 4 سنوات، قائلاً: أعشق التصوير وبدأت منذ 4 سنوات أخوض تجربة تعديل الصور، وأعجب بها الجميع، وهذا شجعني أن استمر فى هذا المجال، ومنذ 3 سنوات التقيت بشاب سوري الجنسية فقد والده ووالدته، ويمتلك لهم صورة وحيدة متهالكة وغير مكتملة الملامح، وبدأ الشاب يمسك صورة والديه بحزن شديد وكأنه يحتضنها خوفا من أن يفقدها كما فقدهم، فعرضت عليه المساعدة باسترجاع وإحياء الصورة وملامحها مرة أخرى، وبالفعل رحب بالفكرة وقمت بتعديل الصورة المتهالكة، ولم أكن أتوقع أن يسعد بها بهذه الطريقة ويعجب بها، وفي ذلك الوقت رأيت في عينيه الفرح وكأنه رأى والديه من جديد.
وأكمل "الورداني": وبعد فترة رأيت هذه الصورة متداولة على الصفحات بمصر وصفحات بالدول العربية يطلقون علي اسم أحد محترفي الفوتوشوب، وهذه كانت مفاجئة لي، وقررت أن أجبر بخواطر كل من يبعث لى صور قديمة يريد أن يعدلها وبالفعل أرسل لي أناس صور لفاقديهم، وبدأت أعدلها وأبعثها لهم مرة أخرى، وكنت أشعر بفرحتهم دائما وهذا كان أعظم إحساس أشعر به، وأرفض أى مقابل مادي بل كان ربحي هو سعادة وجبر الآخرين.
كأنها أخر نظرة.. لم شمل حضن الأب وابنته من خلال صورة
وقال محمد من أكثر المواقف الذى تأثرت بها عندما أرسلت لي فتاة صورة لأبيها وصورة لها وهي تقول لي: "توفى والدي ولم تجمعني به أي صورة وحرمت من أبي وسعادتي بصورة بجواره"، فقمت بجمعهم سويا في صوره واحده وعندما رأتها أرسلت لي ريكورد وهى تبكي من سعادتها وجعلت والدتها تكلمني ويبكوا فرحتهم بالصورة، وفي هذه الليلة لم ترى عيني النوم من السعادة بجبر خاطر فتاة حرمت من أبيها وهي تدعوا لي.
وأضاف بدأت اشرح على السوشيال ميديا لمن يريد أن يتعلم الفوتوشوب من خلال الهاتف بطريقة سهلة واحترافية، وكان الجميع يستغرب أني لم أخذ مقابل مادي، وأن هذا عمل تطوعي، وبالفعل أشخاص كثيرة تعلمت ونشروا فكرتى في معظم صفحات السوشيال ميديا.
واختتم "الورداني" حديثه قائلاً: كان هدف من أهدافي أن أعلم الناس الفوتوشوب بأبسط الإمكانيات بالموبايل، والحمد لله حققت هدفي، وأوجه رسالة للجميع أن ينشروا السعادة ويرسموها على الوجوه ويجبروا خواطر كل من يتألم من الحزن.