«جولة إعادة».. من يحسم رئاسة تركيا أردوغان أم كليجدار أوغلو؟
لا تزال المعركة الانتخابية مشتعلة على الفوز بمنصب "رئاسة تركيا"، بين الرئيس الحالي للبلاد رجب طيب أردوغان، وكمال كليجدار أوغلو زعيم المعارضة التركية.
وقدمت نسبة الإقبال القياسية في انتخابات خاضها أردوغان، التحدي الأكبر لقيادته خلال عقدين من الزمن، مع وجود مؤشرات على أن التصويت كان يتجه إلى جولة الإعادة حتى مع محاولة أردوغان إعلان الفوز قبل فرز الأصوات الرسمي.
وفي حديثه إلى حشد من المؤيدين، قال أردوغان: "حقيقة أن نتائج الانتخابات لم يتم الانتهاء منها بعد لا تقلل من حقيقة أن اختيار أمتنا يصب في صالحنا بشكل واضح".
على الرغم من إعلان المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا، أن الفرز لم ينته بعد في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية ، أكد أردوغان أن تحالفه فاز بالأغلبية في الانتخابات.
وأضاف: "نعتقد أنني سأنتهي بأكثر من 50٪ في الجولة الأولى" ، متوقعا فوزا صريحا في الانتخابات الرئاسية دون الحاجة إلى جولة الإعادة، وذلك قبل ساعات من إعلان نتيجة الانتخابات بالاتجاه نحو جولة إعادة لحسم مقعد الرئيس.
وقالت هيئة الانتخابات التركية، إنه "لا فائز في انتخابات أمس وقررنا الذهاب لجولة إعادة يوم 28 مايو"، مؤكدةً أن أردوغان حصل على 49.51% وكليتشدار أوغلو على 44.88، وذلك بعد فرز 100% من الأصوات حيث أن نسبة المشاركة وصلت إلى 88.92%.
وردّ منافس أردوغان ، كمال كليجدار أوغلو ، بخطاب أكثر هدوءًا: "على الرغم من كل أكاذيبه وهجماته ، لم يتلق أردوغان النتيجة المرجوة لا ينبغي لأحد أن يكون متحمسًا لكون هذه الصفقة منتهية لم يتم الفوز في الانتخابات بعد".
وأضاف: "بالتأكيد سنفوز بهذه الانتخابات في الجولة الثانية، الجميع سوف يراه، وتظهر النتائج الأولية أن أردوغان لم يحصل على تصويت الثقة العام الذي توقعه، الحاجة إلى التغيير في المجتمع تتجاوز 50٪، ويظهر هذا أيضًا خسارة حزب العدالة والتنمية للأصوات".
وكان رئيس مجلس الانتخابات التركي يوم الاثنين إنه مع فرز 99٪ من صناديق الاقتراع ، تقدم أردوغان بنسبة 49.4٪ وكيليجدار أوغلو بنسبة 44.96٪.
ويقاتل الائتلاف المعارض المؤلف من ستة أحزاب برئاسة كيلجدار أوغلو للفوز بكل من الأغلبية البرلمانية والرئاسة من أجل سن إصلاحات شاملة، وإصلاح عقدين من سياسات أردوغان وإعادة تركيا إلى الديمقراطية البرلمانية، بحسب قولهم، وذلك من أجل الإطاحة بعهد أردوغان للأبد.
وقال كليجدار أوغلو، إنه يعتزم إنهاء سيطرة أردوغان الشديدة على المؤسسات العامة ووسائل الإعلام، ووعد بأن تركيا ستكون أكثر شمولاً ووضع حد للنمط القتالي للسياسة الذي اشتهر به أردوغان، عبر إدخال بلاده في حروب لا طائل من ورائها، كما وعد زعيم حزب الشعب الجمهوري بترحيل ملايين اللاجئين السوريين والأفغان الذين لجأوا إلى تركيا من النزاعات في الداخل، وذلك بعد إصلاح العلاقات التركية مع بلاده.
وأوضح الناخبون في جميع أنحاء تركيا أن تفاقم أزمة تكلفة المعيشة واستجابة الحكومة للزلازل المزدوجة القاتلة التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص هي التي دفعتهم للجوء إلى صناديق الاقتراع، لاختيار زعيم البلاد خلال الفترة المقبلة.
وفي كلمة مقتضبة ، قال كليجدار أوغلو: "في صناديق الاقتراع حيث تكون أصواتنا عالية ، أوقفوا النظام باعتراضات متكررة. هناك اعتراضات مستمرة على سبيل المثال في 200 صندوق اقتراع في أنقرة و 783 صندوق اقتراع في إسطنبول. هناك صناديق اقتراع تم فيها التصويت ست مرات و 11 مرة".
وأضاف: "أوقفوا هذا الإدراك. هذا أمر جاد. دع الأصوات تأتي. دع النتائج تعلن في أقرب وقت ممكن. لم يعد بإمكان هذا البلد أن يتسامح مع عدم اليقين. لا تخافوا من إرادة الشعب.
كان السباق المتقارب بمثابة تصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تحولت سريعًا إلى استفتاء على حكم أردوغان عقدين من الزمن، وسط قاعدة معارضة نشطة وواسعة بشكل غير عادي متحدة حول الهدف الوحيد المتمثل في الإطاحة بزعيم تحكم في تركيا وسياستها.
إذا لم يحصل أي مرشح في الانتخابات الرئاسية على 50٪ من الأصوات ، فسيتم إجراء جولة ثانية في 28 مايو بين المرشحين الأولين، المرشح الرئاسي القومي المتطرف سنان أوغان ، الذي أشارت النتائج المبكرة إلى أنه من المحتمل أن يحصل على حوالي 5٪ من الأصوات، قلل من فرص فوز أردوغان أو كليجدار أوغلو بنصر واضح.
يُذكر أن جولة الإعادة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكمال كليجدار أوغلو ستحسم مصير رئاسة تركيا خلال 28 مايو الجاري.
