هل تهدد الروبوتات مكانك في العمل؟.. هذه المهن في أمان
مارينا فيكتور مصر 2030يسيطر الخوف والتوتر الشديد، وأحيانًا أمراض الاكتئاب على بعض الأشخاص حول العالم، منذ بداية الثورة الصناعية والتكنولوجية، وتبديل الإنسان بالآلة في العديد من المجالات.
ومنذ بداية الثورة الصناعية، كان هناك شعور بالخوف والتهديد، بأن الآلات الميكانيكية الجديدة سوف تقضي على الوظائف البشرية.
التهديد قادم
مع وجود الذكاء الاصطناعي في كل مكان، فإن بعض الخبراء أدركوا أن التهديد قادم، فالروبوتات قادمة لتحلّ مكان بعض الوظائف.
وقدّر تقرير نشرته مجموعة غولدمان ساكس في مارس 2023، أن الذكاء الاصطناعي القادر على توليد وكتابة المحتوى يمكنه القيام بربع العمل الذي يقوم به البشر حاليا.
ويُشير التقرير إلى أن 300 مليون وظيفة سيتم الاستغناء عنها في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ونتيجة لذلك قد يكون هذا أمرا مروعا، كما يقول مارتن فورد، مؤلف كتاب "قواعد الروبوتات: كيف سيحوّل الذكاء الاصطناعي كل شيء"، مؤكدا أنه: "لن يقتصر التغيير على الأفراد فحسب، ولكنه قد يؤثر على الأنظمة إلى حد ما".
وتابع: "يمكن أن يحدث التحول لكثير من الناس وبشكل مفاجئ تماما، ومن المحتمل أن يحدث كل ذلك في نفس الوقت. وهذا له تداعيات على الأفراد، وعلى الاقتصاد بأكمله".
دعوة للتفاؤل
لن نشهد هجوما كاملا في الوقت الحالي
لحسن الحظ، فليست كل الأخبار سيئة، إذ أطلق الخبراء تحذيراتهم مع بعض التحفظ، فلا تزال هناك أشياء لا يستطيع الذكاء الاصطناعي القيام بها.
ومن بين هذه الأشياء، المهام التي تنطوي على صفات بشرية مميزة، مثل الذكاء العاطفي والتفكير خارج الصندوق لن يتم المساس بها في الوقت الحالي. لذلك فإن انتقال الأفراد إلى وظائف تعتمد على تلك المهارات سيساعد في تقليل استخدام الروبورتات بدلا من البشر.
يقول فورد: "أعتقد وبشكل عام أن هناك ثلاث فئات ستكون بمعزل عن هذا التهديد نسبيا في المستقبل المنظور".
وبحسب فورد فإن "الفئة الأولى هي الوظائف الإبداعية: فأنت لا تقوم بعمل منظم أو مجرد إعادة ترتيب الأشياء، لكنك تبتكر أفكارا جديدة وتبني شيئا جديدا".
التصميم الجرافيكي
في الواقع، قد تكون بعض المهن مثل التصميم الجرافيكي والمهن المتعلقة بالفن المرئي من بين أوائل المهن المهددة؛ إذ يمكن للخوارزميات الأساسية توجيه الروبوت لتحليل ملايين الصور، ما يسمح للذكاء الاصطناعي بإتقان فن الجماليات على الفور.
مهن في أمان
هناك بعض الأمان في مهن إبداعية أخرى، كما يقول فورد: "في العلوم والطب والقانون والأفراد الذين تتمثل وظيفتهم في وضع استراتيجية قانونية جديدة أو استراتيجية عمل جديدة. أعتقد أن العنصر البشري سيبقى له مكان في تلك المهن".
ويضيف فورد أن الفئة الثانية المعزولة عن مخاطر الذكاء الاصطناعي هي المهن التي تتطلب علاقات شخصية معقدة، مثل مهنة التمريض ومستشاري الأعمال والصحفيين الاستقصائيين.
يقول أيضا: "تلك المهن التي تحتاج إلى فهم عميق جدا للأشخاص، أعتقد أنه سيمر وقت طويل قبل أن يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على التفاعل وفهم طرق بناء العلاقات العميقة".
الوظائف اليدوية
يقول فورد إن الفئة الثالثة الآمنة هي "الوظائف التي تتطلب الكثير من الحركة والبراعة والقدرة على حل المشكلات في بيئات غير متوقعة".
والعديد من الوظائف التجارية - مثل الكهربائي والسبّاك والحداد وما شابه ذلك - تندرج تحت هذه المظلة.
ستركز الوظائف البشرية على المهارات الشخصية، إذ أنه من السهل أن نتخيل، على سبيل المثال، أن الذكاء الاصطناعي سيصبح قادرا على اكتشاف أنواع السرطانات بطريقة أفضل من البشر. في المستقبل، أفترض أن الأطباء سيستخدمون تلك التكنولوجيا الجديدة. لكنني لا أعتقد أنه سيتم استبدال دور الطبيب بالكامل.
ويقول فورد إنه من المهم ملاحظة أن حصول الشخص على تعليم عال أو شغله منصبا مرموقا، لن يوفر له حماية كافية ضد استحواذ الذكاء الاصطناعي.
ويتابع بالقول: "إن مستقبل شخص يعمل في وظيفة مرموقة مهدد أكثر من شخص يعمل بوظيفة سائق؛ لأننا ما زلنا لا نملك سيارات ذاتية القيادة، لكن الذكاء الاصطناعي يمكنه بالتأكيد كتابة التقارير".