اتهامات متبادلة.. ماذا يحدث في السودان على هامش محادثات جدة؟
عبده حسن مصر 2030يستمر الصراع القائم في السودان الجيش الوطني وقوات الدعم السريع داخل السودان منذ منتصف أبريل الماضي وحتى اليوم، دون توقف أو تهدئة.
وترعى المملكة العربية السعودية بعمل محادثات في جدة ويحضرها ممثلون عن طرفي النزاع، من الجيش الوطني السوداني ومن قوات الدعم السريع، ويبحث وزراء الخارجية العرب الملف السوداني في ظل بوادر انقسام بشأنه، بينما يبدو الاتحاد الأفريقي فاقدًا لأي قدرة على التدخل منذ أن علق عضوية السودان في عام 2021م.
بالرغم من الهدن المعلنة ومحادثات إحلال السلام التي تقوم داخل السعودية، تستمر الاشتباكات في السودان خاصة في العاصمة الخرطوم بين طرفي النزاع العسكريين.
وأتت فكرة محادثات جدة في إطار مبادرة أمريكية سعودية، لتكون أول محاولة جادة لإنهاء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي حول أجزاء من الخرطوم إلى مناطق حرب وقوض خطة مدعومة دوليا تهدف للانتقال للحكم المدني بعد اضطرابات وانتفاضات استمرت لسنوات.
كما اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بالاستمرار بأعمال نهب البنوك والمحلات التجارية، وسرقة ممتلكات المواطنين في أماكن تمركزاتها وسط الأحياء السكنية في العاصمة الخرطوم، والتعدي على محطة جمارك الحاويات في سوبا ونهب عدد كبير من محتوياتها ونهب مخازن تابعة لمنظمة اليونسيف.
فيما اتهمت قوات الدعم السريع، الجيش السوداني، بتنفيذ هجوم بالطيران على القصر الجمهوري القديم باستخدام صواريخ مما أدى إلى تدميره.
وتسببت هذه الأزمة في عدد زيادة أعداد اللاجئين في جميع أنحاء العالم، حيث أن أعدادهم وصلت في ست دول إلى 114 ألف نسمة منذ بداية مايو الجاري.
وبعدما كان السودان دولة يلجأ لها عدد كبير من اللاجئين الهاربين من صراعات أو الباحثين عن تعليم، وأجبروا على الهرب إلى بلادهم بعد اشتداد الصراع، أصبح سكانها هم اللاجئين في عدد من دول العالم حيث وصل في بعض الدول إلى نصف أو ثلث عدد السكان الأصليين، وزادت الأزمة الإنسانية التي حلت في المنطقة التي تعاني من الجفاف وعدم استقرار الأوضاع وافتقار البلاد إلى الكثير من الموارد الأساسية مما قد بتسبب في زيادة المشكلات بسبب صعوبة المعونة الدولية التي تُتقل إلى السودان.
ويُواجه حوالي 15 مليون مواطن سوداني من نقص الغذاء قبل اشتداد الصراع، كما تم نزوح حوالي 3.7 مليون مواطن سوداني في الداخل وأصبحوا في احتياج إلى مزيد من المعونات.
وفي وقت سابق كان برنامج الغذاء العالمي لفت إلى أن ثلث السودانيين يواجهون شبح الجوع منذ العام الماضي، بسبب الأزمة الاقتصادية والصراع والصدمات المناخية وضعف المحاصيل وارتفاع أسعار الغذاء والوقود قبل الأزمة الحالية.