رابطة «MAIA» تتوقع تراجع إنتاج السيارات في المكسيك %25 بنهاية 2021
تتوقع رابطة صناعة المركبات المكسيكية MAIA هبوط إنتاج السيارات بأكثر من %25 مع نهاية العام الجارى بسبب أزمة نقص أشباه الموصلات وبعد انخفاضه بنسبة %20 في عام الوباء لينزل إلى 3 ملايين و40 ألف وحدة مع تزايد إغلاق العديد من المصانع امتثالا لقيود الحد من العدوى من كوفيد19.
وحسب وكالة رويتز أن نقص مكونات رقائق أشباه الموصلات على مستوى العالم أدى إلى أضرار شديدة للعمال في قطاع صناعة السيارات في المكسيك التي يعمل فيها أكثر من 946 ألف عامل لدرجة أن ما يزيد على 16 ألف عامل فقد وظيفته منذ عام الوباء وحتى الآن نتيجة قيام الشركات بخفض الإنتاج وتقليل نوبات وساعات العمل وتسريح العمال بسبب قطع إمدادات مكونات السيارات بسبب فيروس كورونا.
وجاء في تقرير رابطة صناعة المركبات المكسيكية MAIA الصادر في الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر أن فيروس كورونا تسبب في تجميد حركة التجارة مع توقف الناقلات البحرية الضخمة في الموانئ غير قادرة على تنزيل حمولتها بسبب القيود التي فرضتها الحكومات لعدم انتشار العدوى بالمرض المميت الذي أصاب أكثر من 260 مليون حالة ووفاة ما يزيد على 5.2 مليون ضحية حتى الآن على مستوى العالم.
واحتلت المكسيك المركز الرابع على العالم في عدد الإصابات والوفيات من كوفيد 19 البالغ مايقرب من 4 ملايين حالة و294 ألف وفاة بعد الولايات المتحدة والبرازيل والهند لتزداد الأضرار التي ضربت صناعة السيارات المكسيكية وخصوصا في ولاية أجواسكالينتس بوسط المكسيك وأكبر مركز لصناعة السيارات في البلاد والتى تأثرت بشدة بأزمة نقص رقائق أشباه الموصلات التى أرغمت الشركات على إغلاق العديد من المصانع الكبيرة والصغيرة على حد سواء.
وأدى فيروس كورونا وانخفاض الإنتاج بسبب أزمة الرقائق الإلكترونية إلى هبوط مبيعات السيارات في المكسيك خلال شهرأكتوبر الماضى إلى حوالى 76.6 ألف وحدة لتسجل أدنى مبيعات لشهر أكتوبر من أى عام منذ عشر سنوات؛ كما تراجعت المبيعات خلال أكتوبر الماضي بأكثر من %9 نفس الشهر من عام الوباء.
ورغم أن إغلاق العديد من مصانع السيارات في المكسيك كان مؤقتا إلا أنه أدى إلى تقليص أجور عشرات الآلاف من العاملين والاستغناء عن آلاف آخرين وإجبار الكثيرين على إجازات طويلة بدون مرتب بدلا من تسريحهم؛ كما أكد المحللون الذى كتبوا تقرير الرابطة والذين اعتمدوا فيه على مقابلات أجروها مع المدراء التنفيذيين لشركات السيارات ومع زعماء النقابات العمالية ومع العمال أنفسهم.
وقال كويتلاهواك بيريز، المدير العام لشركة ميندستيل لقطع غيار السيارات في ولاية أجواسكالينتس، ورئيس شبكة صناعة المركبات في الولاية، إنه حدث تعليق لأنشطة التصنيع لمدة 7 إلى 8 أيام كل شهر بسبب وقف إنتاج السيارات ومكوناتها في العديد من الشركات فى المكسيك بسبب الاختناقات التي تعرضه لها إمدادات المكونات ولاسيما رقائق أشباه الموصلات.
ويرى بيريز أن واحدا من خمسة عمال في مصانع السيارات فقد عمله والباقي تعرض لتخفيض أجورهم بحوالي النصف منذ أن بدأت أزم نقص أشباه الموصلات خلال الربع الثاني من العام الحالي وحصل العمال المعينين بعقود مؤقتة على %50 من الأجر المتعاقد عليه كل واحد منهم مما أدى إلى انخفاض الإنفاق بشدة على أفراد أسرهم.
وتعد رقائق أشباه الموصلات، التي تجمد إنتاجها في مراكز التصنيع الآسيوية بسبب تفشى فيروس كورونا، من المكونات التى لا غنى عنها أبدا لشركات صناعة السيارات حيث تستخدم في مجموعة كبيرة من النظم والأجهزة التي تتراوح من الأمن والسلامة إلى الملاحة وتحديد المواقع وحتى في التسلية والترفيه مما جعل شركات السيارات العالمية أيضا تعاني من تخفيض الإنتاج وعدم قدرتها على تلبية الطلب على سياراتها.
ومن الشركات الأجنبية التي تعمل في صناعة السيارات في المكسيك نيسان موتور اليابانية التي تعد ثاني أكبر منتجة سيارات في المكسيك والتي أغلقت هذا العام خمسة مصانع في ولاية أجواسكالينتس مما أجبرها على وقف إنتاج موديلات مارش وفيرسا وكيكس وسينترا وسيفاك بسبب عدم توريد مكونات الرقائق وأشباه الموصلات الإلكترونية، وكذلك شركة مرسيدس الألمانية التي خفضت إنتاج الموديلات الرياضية متعددة الأغراض مثل GLB SUV أو أوقفت إنتاجها لعدة أيام كل شهر طوال العام الجاري.
ويعتقد المحللون بقسم أسواق السيارات في بنك أوف مكسيكو أن خسائر صناعة السيارات بسبب رقائق أشباه الموصلات ستكبد نمو الناتج المحلي الإجمالي انخفاضا بحوالى %1 بنهاية العام الحالي بعد أن انكمش الاقتصاد المكسيكي خلال الربع الماضي من بداية يوليو إلى نهاية سبتمبر لأول مرة منذ تعافي الاقتصاد في يناير الماضي من وباء فيروس كورونا الذي بدأ في يناير 2020 ومازالت تداعياته حتى الآن.
