خبير أثري يكشف السر وراء بناء المصريين القدماء «طريق الكباش»
جهاد حسن مصر 2030يوم بطابع ملكي، وطريق شهد مرور أعظم ملوك مصر، ليصبح رغم مرور آلاف السنين رمزًا للحضارة، وعنوان للإبداع، ليزيد من انبهار العالم الذي مازال يقف مذهولًا من عجائب الحضارة المصرية، مترقبًا الاحتفال بافتتاح طريق الكباش الأثري الذي يعد أقدم طريق أثري في العالم وذلك بعد الانتهاء من مشروع تطويره.
تاريخ موكب الملوك
قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الآثري، والمتخصص في علم المصريات، إن «طريق الكباش» يرجع إلى 3 آلاف سنة تقريبًا، وكانت بداية تشيده من عصر الملك «أمنتحتب الثالث»، من عصر الأسرة الـ 18 مرورًا بملوك الدولة الحديثة، إلى أن النصيب الأكبر كان للملك «نختنبوا الأول» من الأسرة الـ 30.
1200 كبش
وتابع عامر في تصريح خاص لـ «مصر 2030»، أن عدد الكباش كان 1200 كبش، لم يتبقى منهم سوى 300 فقط، مشيرًا إلى أن الطريق يربط معبد الكرنك بمعبد الأقصر.
وأوضح الخبير الآثري أن الاسم الصحيح لطريق الكباش هو «طريق المواكب المقدسة»، ولكن التسمية الأشهر له ترجع لتراص «الكباش» على جانبي الطريق، وطول الطريق يبلغ 2 كيلو و700 متر تقريبًا، وعرضه 3 متر و 10 سنتيمتر.
منقوشة بدقة وعناية
وكشف عامر، أن نقوش الكباش تمت بدقة وعناية شديدة من قبل الفنانين المصريين، موضحًا أن قاعدة الكباش نحت عليها ألقاب الملوك واسمائهم في تلك الفترات.
وبين المتخصص في علم المصريات، أن أهمية طريق الكباش لدى القدماء المصريين، كان تكمن في أنه كان يتم مراسم الاحتفال بعيد «الأوبت»، من خلاله، موضحًا أنه عيد تقابل الآله «أمون» وزوجته «موت»، وابنهم «خونسو»، الثالوث الطيبي المقدس، وكان الاحتفال يبدأ في العام الثاني من الفيضان، ويستمر 11 يوم وفي الأسرة الـ 20 زادت مدة الاحتفال لـ 27 يومًا تقريبًا، وتم الاحتفال به إلى العصر البطلمي، وجميع مراسم الاحتفال نجدها محفورة على جدران معابد الأقصر.
الكهنة وجلود الفهود
ولفت إلى أن مراسم حمل الأله أمون كان تتم بتخفي، وكان الكهنة في أثناء الاحتفال بعيد «الأوبت»، يحملون زورق الخاص بالاله على أكتافهم، ثم يخرجون من معبد الكرنك مرورًا بمرسى النيل، ثم تتم عملية الإبحار ويتم استقبال هذا الموكب بمرسى معبد الأقصر، ويقضي فترة استراحته هناك ثم يعود مرة آخرى للقاصرة المقدسة به داخل معبد «الكرنك»، ويشهد ذلك جموع الشعب المصري، وكانت من ضمن المراسم ذبح الأضاحي وتقديم القرابين تقربًا لإله، مشيرًا إلى أن الكهنة يرتدون جلود الفهود.
الفرق بين «أمون» و «رع»
وأوضح الفرق بين الأله أمون ورع أن كليهما يرمزا للشمس، ولكن الفارق أن الأله «رع» يظهر للجميع، ولكن «أمون» لم يظهر وكان متخفيًا عن الأنظار.
الاحتفالات الملكية
وأشار أحمد عامر إلى أن طريق الكباش كان يشهد أيضًا مراسم الاحتفالات الملكية المهمة بجانب عيد لقاء الثالوث المقدس.
سر اختيار «الكبش»
وكشف الدكتور أحمد عامر أن السر وراء اختيار الكباش لتزيين «طريق المواكب الملكية» ولقاء الثالوث المقدس، ورمز للإله أمون لأنه كان يعد رمزًا للخصوبة والنماء في عهد المصريين القدماء، بجانب إنه «الكبش» حيوان من داخل الطبيعة.
ترميم الكباش 2005
وذكر عامر أن ترميم طريق الكباشى بدأ منذ عام 2005، مشيرًا إلى أن تكلفة ترميمه وصلت لـ 320 مليون جنيه، مستكملًا: الطريق لم يكن مهيئ أن يكون ممشى، ولكنه الآن الوضع مختلف وأصبح طريق المواكب الملكية متاح للجميع.
احتفالية ستبهر العالم
وأكد الخبير الآثري أن الاحتفال بطريق الكباش سيبهر العالم أجمع، بجانب أنه سيحول مدينة الأقصر لأكبر متحف عالمي مفتوح على مستوى العالم، وسيصبح نقلة حضارية كبيرة جدًا باعتباره في السابق لم يأخذ المكانة التي تليق به.
وأضاف، معبد الكرنك، يعد من أهم المعابد في العالم لكونه يختلف عن المعابد الفرعونية نظرًا لكم الإضافات الهائلة التي وضعها ملوك مصر القدماء بلا استثناء، من عصر الأسرة الـ 18 إلى 30، وتخطيطه معقد جدًا، بجانب بهو الأعمدة العظيم يعد أعظم بهو أعمدة على مستوى العالم.
عائد مادي
ونوه بأن العائد المادي الذي سيعود على مصر سيكون كبير، بجانب زيادة أعداد الزيارات بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن زيادة أعداد الزائرين للاقصر أصبح بنسبة 30% عن الفترة السابقة.
تغطية عالمية
تابع هناك ما يقرب 150 وكالة ومحطة، متوقعًا أن الحدث سيتفوق على موكب المومياوات الملكية، كما سيتم عزف أنشودة آمون.