الأزمة مستمرة.. مؤتمر ميونخ للأمن يبحث دعم أوكرانيا في الحرب ضد روسيا
مها البديني مصر 2030لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية مصدرا مؤرقا لأوروبا وللعالم أجمع، حيث نتجت عنها أزمات اقتصادية كبيرة في الغذاء والطاقة، وتحدث تقرير ميونخ للأمن والصادر في 13 فبراير للعام الجاري، على لسان رئيس المؤتمر، كريستوف هيوسجين، قائلاً: "إن الحرب الروسية في أوكرانيا تعد أكثر الهجمات جرأة على النظام الحالي، الذي يستند على قواعد، والأطراف التي ترغب في تغيير النظام الحالي تسعى إلى تقويض الوضع الراهن وتغيير النظام الدولي بعدة طرق مختلفة".
جاء ذلك التصريح أثناء فعاليات المؤتمر الذي تستضيفه ولاية بافاريا بألمانيا، هذا العام، بالتزامن مع مرور عام على الحرب الروسية الأوكرانية منذ 24 فبراير عام 2022 وحتى الآن.
مؤتمر ميونخ والحرب في أوكرانيا
وانطلقت الدورة الـ59 لمؤتمر ميونخ الدولي للأمن، يوم الجمعة، في الفترة ما بين 17 - 19 فبراير، وهو الحدث السنوي الأكبر الذي يجمع 40 رئيس دولة وحكومة وما يقرب من 100 وزير خارجية وزعماء منظمات دولية مثل الناتو، بحضور نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، وسط غياب روسيا، إذ أعلنت الخارجية الروسية أن الوفد الروسي لن يشارك فى مؤتمر ميونيخ القادم 2023 حتى ولو تمت دعوته.
وتعتبر حرب أوكرانيا وأمن الطاقة والبنية التحتية وأزمة تغير المناخ، مع حقوق الإنسان أبرز المناقشات التي تتم بين المسؤولين، فضلا عن قضايا الديمقراطية والديكتاتورية والتحديات الناجمة عن التهديدات الأمنية والعسكرية في الحروب والنزاعات التقليدية، وإمكانية العودة إلى مربع التفاوض بين الدول المتنازعة في العالم.
ماذا قالت أمريكا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا في مؤتمر ميونخ؟
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في ميونخ، السبت: "حانت اللحظة الآن لنضاعف دعمنا العسكري، يجب أن نساعد أوكرانيا معا على حماية مدنها من القنابل الروسية والطائرات المسيرة الإيرانية، ولهذا السبب ستكون بريطانيا هي أول دولة توفر لأوكرانيا أسلحة بمدى أكبر".
فيما قالت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، إن الولايات المتحدة الأمريكية قررت الإعلان صراحة أن روسيا ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، متابعة: "أقول لكل من ارتكب تلك الجرائم ومن يديرهم ستتحملون المسؤولية وستسألون، وكذلك لدينا مصلحة استراتيجية، فالقتال في أوكرانيا وصل إلى مرحلة خطيرة بعد انتهاك روسيا لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".
وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، إن أكبر خطر يواجه حلف الأطلسي هو أن يفوز بوتين بالحرب، البعض قلق من دعم الحلف لأوكرانيا أن يثير خطر التصعيد، حيث لا يوجد خيارات خالية من المخاطر أي خيار دعم أوكرانيا بالسلاح، إن إنفاق مزيد من الأموال على الأمور الدفاعية يعني أموالا أقل لبقية الأمور، لكن لا شيء هناك أكثر أهمية من الأمن.
ودعت ألمانيا الدول القادرة على إرسال دبابات قتالية إلى أوكرانيا إلى أن تفعل ذلك الآن، في وقت تصل الشحنات التي وعد بها الحلفاء بشكل أبطأ من المتوقع، وأكدت ألمانيا أنها ستساهم في مساعدة شركائها على اتخاذ هذا القرار، مثلاً عبر تدريب جنود أوكرانيين هنا في ألمانيا، أو عبر تزويدهم بالدعم اللوجستي والإمدادات.
ووجه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون نداء إلى الأوروبيين وقال خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ: "النداء الأول هو نداء لمعاودة الاستثمار في شكل كبير في مجالنا الدفاعي إذا كنا، نحن الأوروبيين، نريد السلام".
وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد خاطب المشاركين في اليوم الأول من مؤتمر ميونيخ للأمن، عبر الفيديو، قائلًا إنه من الواضح أن أوكرانيا لن تكون محطة الغزو الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإن من المهم ألا يؤجل الغرب تسليم الأسلحة للمساعدة في التصدي للقوات الروسية.
وحث الرئيس الأوكراني الغرب على سرعة تسليم الأسلحة، وقال: "التأخير كان ومازال خطأ"، مشددا على أنه لا يعتقد أن بإمكان روسيا الفوز، متابعًا بأن الكرملين لا يزال يعمل على تضييق الخناق في جمهورية مولدوفيا السوفيتية السابقة غربي أوكرانيا.
على الجانب الآخر، أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا، قالت فيه: "نحن نعتبر هذا انتهاكًا صارخًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة ووثيقة هلسنكي النهائية لعام 1975 الصادرة عن مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا بشأن عدم التدخل بالشؤون الداخلية".