الأذان من الجامع الأزهر.. حين يمتزج عبق التاريخ والهوية المصرية مع صوت السماء «فيديو»
كتب- أحمد العلامي مصر 2030الأذان، هو في تعريف العقيدة الإسلامية نداء ينادى به لأداء الصلاة، وفي كل يوم يؤذن للصلاة خمس مرات بأوقات مختلفة بحسب مواعيد الصلوات الشرعية وهي الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء؛ ولعل صوت الأذان، أو إن صح التدقيق صوت الإمام الذي يرفع الأذان يُضفي تأثيرًا، ويثري مشاعر الإيمان في نفوس المسلمين ممن يستمعون إلى الأذان.
وتنشر بوابة «مصر 2030»، الأذان بصوت إمام الجامع الأزهر، في مقطع فيديو يُظهر عبق التاريخ وثقافة الدولة المصرية ممثلة في جدران الجامع الأزهر، والذي يتم استعراضه من الداخل خلال ترديد كلمات الأذان؛ فتنتشي روحك، وتسبح في تفاصيل العمارة الإسلامية، والتي رسمت الهوية الدينية للدولة المصرية، على مر العصور، فتستشعر عبق التاريخ والهوية المصرية بعمارتها الإسلامية الأثرية وهي تمتزج بصوت السماء لنداء الحق «الله أكبر الله أكبر.. أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن محمدًا رسول الله»، وتهب نفسك حين يقول المؤذن: «حي على الصلاة.. حي على الفلاح.. الله أكبر الله أكبر.. لا إله إلا الله».
الصالون الثقافي للمركز الأزهر العالمي للفتوى
وفي سياق آخر عقد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أمس الإثنين، صالونه الثقافي والفكري الشهري، بمدينة البعوث الإسلامية، تحت عنوان: "منهج الإسلام في بناء الشخصية"، حيث حاضر فيه أ. د أحمد معبد، أستاذ الحديث، عضو هيئة كبار العلماء، وأ.د أحمد حسين عميد كلية الدعوة الإسلامية، وأ.د وائل أبو هندي، أستاذ الطب النفسي جامعة الزقازيق، ود أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وبحضور لفيف من الطلاب الوافدين، وتناول الصالون ٣ محاور دارت حول: (شخصية المسلم في ضوء السنة النبوية - سمات الشخصية المسلمة - الصفات النفسية ودورها في بناء الشخصية).
وفي بداية كلمته قال فضيلة أ.د أحمد معبد: إن شخصية المسلم لها صفات يجب أن تتصف بها، مضيفًا أن المولى -سبحانه وتعالى- أقر في كتابه الكريم سمات هذه الشخصية فقال تعالى: {لَقدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآخِرَ وَذكَرَ اللهَ كثِيرًا} الأحزاب (21)، ليقدم رسول الله ﷺ مثل أعلى لهذه الشخصية بجميع جوانبها، ويعلمها لصحابته الكرام رضوان الله عليهم، مشيرًا إلى أن صفات المؤمنين التي يجب أن نكون عليها ونتمسك بها هي خلق رسولنا الكريم خير خلق الله أجمعين ﷺ، والتي علمها لنا القرآن الكريم في أول عشر آيات في سورة المؤمنون.
وأوضح أ.د أحمد حسين، عميد كلية الدعوة الإسلامية، سمات الشخصية المسلمة مؤكدًا أن المسلم عنوان لنفسه ودينه وأمته، موضحًا أن الناس لا ترى الإسلام إلا في شخوص حملته، فبقدر تمسكهم واستيعابهم لرسالتهم؛ تكون رسالة دينهم ورسالة إسلامهم، مشددًا على ضرورة أن متمثلين أخلاق شخصية سيدنا رسول الله ﷺ العظيمة التي لم يخلق المولى عز وجل أفضل وأكمل منها، والذي ربّى الشخصية المسلمة على الوسطية والاعتدال بعيدًا عن الغلو والتشدد، مشيرًا إلى أهمية التحلي بالصفات التي وصفها القرآن الكريم في سورة الأحزاب في قوله تعالى: {إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَٰتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ وَٱلْقَٰنِتِينَ وَٱلْقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلْخَٰشِعِينَ وَٱلْخَٰشِعَٰتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلْحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرًا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}، الأحزاب (35).
الطفرة التكنولوجية ولدت انحلالاً وتدنيًا في الأخلاق والقيم
وفي السياق ذاته أكد أ.د وائل أبو هندي، أستاذ الطب النفسي جامعة الزقازيق، أن علم النفس مثله مثل باقي العلوم عاجز عن تعريف الشخصية السوية؛ إلا أن الإسلام قدم الصفات الشخصية التي تجعل الإنسان سوياً في سلوكه وكل أفعاله، موضحًا أن الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم ومخاطرها التي ولدت انحلالاً وتدنياً في الأخلاق والقيم؛ جعلتنا نتشوق إلى الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها.
من جهته، أكد الدكتور أسامة الحديدي، المدير التنفيذي لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن العلم أساس في تكوين الشخصية المسلمة، موضحا أن ما أنزله المولى -عز وجل- على قلب رسوله ﷺ هو قوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ } العلق (1)، وهو التفات من القراءة المجردة؛ إلى قراءة مرتبة مبنية على قراءة الخلق وقراءة الكون، لتقرأ من لوح محفوظ وهو كتاب الله، وكون منظور، وبذلك لا يستطيع أحد أن يطعن على علم تعلمناه من كتاب الله، ومن هدي نبيه ﷺ، مشددا على أهمية أن نتخلق بخلق رسونا الكريم وبمن وصفهم الله في قوله تعالى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}، التوبة (112).