أموال الإعلانات والوساطة والودائع المليارية..
«مصر 2030» تحاور مدير مستشفى 57357 لكشف تفاصيل الأزمة والرد على الملفات الشائكة
أجرى الحوار- أحمد واضح: مصر 2030هل يُغلق الصرح الطبي العملاق أبوابه خلال 4 أشهر؟
المستشفى تخضع لرقابة وزارة التضامن والرقابة الإدارية والأمن القومي
نصرف 13% من التبرعات على الإعلانات.. ونحقق بسببها عوائد 18 ضعفًا
مفيش عندنا «واسطة» وابن الخفير إلى جانب أعلى مسؤول «في قوائم الانتظار»
اضطررنا إلى إغلاق مستشفى طنطا بسبب الأزمة الراهنة
هذه حقيقة إجراء تجارب إكلينيكية دوائية على المرضى
ويُجيب عن السؤال الأصعب.. أين ذهبت ودائع الـ 3 مليارات جنيه؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
افتتاح وحدة علاج السرطان بالـ «Proton» مارس المقبل
سنصل إلى أعلى نسبة شفاء في العالم 80% من المرضى بنهاية 2023
بدأنا إنشاء 18 غرفة لزراعة النخاع بإجمالي 27 غرفة بأحدث المعايير
نأمل أن نستكمل بناء أكاديمية للعلوم الطبية لتدريب الأطباء ومركز أبحاث متطور
18 ألف مريض تحت العلاج.. ونستقبل سنويًا 3352 مريضًا ونتابع 36 ألف آخرين
المستشفى مميكن بنسبة 100% ونوفر أعلى معدلات العلاج والرعاية
تكلفة علاج المصاب بالسرطان 700 ألف جنيه ونقدم رعاية مدى الحياة
لدينا 721 مؤشر أداء لتقييم الأطباء والتمريض والعاملين ونظام نظافة صارم
نمنح الأطباء رواتب عادلة لخدمة المرضى ونمنعهم من فتح عيادات خاصة
مستشفى سرطان الأطفال 57357، صرح طبي وُلد عملاقًا قبل أكثر من 15 عامًا، وحصد دعم وحب ملايين المصريين والعرب؛ كيف لا وهو من أوائل المستشفيات المتخصصة في علاج السرطان وخاصة لدى الأطفال في عمر الزهور وبالمجان، وقد حقق نسب شفاء تعد ضمن الأعلى عالميًا، وبطرق علاج مبتكرة، إلى جانب إجراء الأبحاث الطبية التي تصدر بشكل دوري لزيادة نسب الشفاء.
وصل المستشفى الذي حمل سمعة مصر الطبية عاليًا في أرجاء العالم إلى مرحلة تشبه الكمال، فقدم العلاج لعشرات الآلاف من الأطفال المرضى، وأخذت التبرعات ترنو إليه يمنة ويسرة، وكعادة الحياة بين نهضة وكبوة، بدأت المستشفى في ظل الأزمات الاقتصادية التي تعصف بمصر والعالم، فارتفعت تكاليف التشغيل، وأسعار الأدوية والعلاجات، مع قلة التبرعات، حتى أصابت المستشفى المعاناة؛ ليُطلق رواد العمل الخيري والمحبين لهذا الصرح حملات لجمع التبرعات تحت عنوان «أنقذوا مستشفى 57357» وهو أيضًا الوسم الذي تصدر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية ولا زال مع دعم العديد من الشخصيات العامة تقدمتهم الدولة ممثلة في وزارة التضامن الاجتماعي والتي أعلنت التبرع للمستشفى بمبلغ 75 مليون جنيه.
وتحت وطأة الأزمات تجد دائمًا الأصوات التي تعلو لتشكك في الإنجاز، وتُلقي بيد اللوم على القائمين على هذا الصرح لتُحمِّلَهم سبب الأزمة، فانتشرت حملات التشويه والتشكيك، بل وصل البعض إلى إلقاء اتهامات الفساد تجاه القائمين على إدارة المستشفى، وهو ما استدعانا إلى إجراء هذا الحوار مع الدكتور شريف أبو النجا المدير التنفيذي لمستشفى سرطان الأطفال 57357، لتوضيح أبعاد الأزمة، ورؤيته للخروج منها، وكذا الرد على حملات التشكيك في إدارة المستشفى خلال الفترة الماضية، حيث فتح قلبه لنا كاشفًا عن كل ما يثار في هذا الملف الذي يشغل اهتمام ملايين المصريين بين مرضى وأسرهم ينتظرون العلاج، وآخرون يعشقون هذا الصرح الخيري الوطني الذي طالما نال كل الحب والتقدير لدى جموع المصريين والعرب، وإلى نص الحوار:
بداية حدثنا عن المشكلة التي تواجه المستشفى الآن؟
دعني أبدأ منذ انطلاقة المستشفى كفكرة عام 1998 وبدعم بعض رجال الأعمال ضمن جمعية أصدقاء المعهد القومي للأورام وجمعية أخرى، وتم إنشاء مؤسسة المستشفى والتي أُشهرت عام 2004، وتم استكمال المستشفى وافتتاحه عام 2007، وبطاقة 180 سريرًا لاستقبال المرضى من الأطفال، وتم استكمال أعمال تطوير المستشفى على مدار السنوات الماضية حتى وصلت طاقة المستشفى عام 2020 إلى 380 سريرًا، وارتفعت نسبة الشفاء لتسجل 71.2% فيما بلغت أقصى نسبة شفاء عالميًا 80 إلى 83%، ونسب الشفاء لدينا بشكل نهائي من المرض.
يوجد فرق نحو 10% في نسب الشفاء مقارنة بالنسب الأعلى عالميًا كيف تُحققونه؟
للوصول إلى النسبة العالمية يحتاج المريض إلى رعاية بشكل خاصة مثل نقل الصفائح الدموية، كما أنه يعاني أيضًا من ضعف المناعة، وذلك عند عودته إلى المنزل، إلى جانب أننا نعاني من مشكلة الثقافة ودرجة التعليم الطبي في مصر، ونقوم بالتغلب على هذا الأمر بالتطوير والتدريب المستمر للأطباء بالمستشفى، كما انه لا يوجد لدينا غرف كافية لزراعة النخاع باعتباره اليوم ضمن بروتوكولات العلاج المعتمدة لرفع نسب الشفاء لأعلى معدل عالمي.
البعض يروج إلى إجراء المستشفى تجارب إكلينيكية على المرضى لرفع نسب الشفاء ما حقيقة هذا الأمر؟
في الخارج يمكن للمستشفيات المتخصصة إجراء التجارب الإكلينيكية على الأدوية، بينما نحن لا يمكننا هذا الأمر في مصر، ومع هذا نواجه حملات تزعم بأننا نُجري تجارب إكلينيكية وقسمًا بالله لم نُجر أية تجارب إكلينيكية على الأدوية مطلقًا، حتى وصل الأمر للزعم بأننا نستخدم علاجًا مختصًا بالضغط بوصفه تجربة إكلينيكية، رغم أنه دواء للضغط ليس إلا، وهذه الحملات هدفها النيل من المستشفى وتشويه القائمين عليها زورًا وبهتانًا.
ما هي أبرز الخدمات العلاجية المتطورة التي أدخلتموها خلال الفترة الماضية؟
نفذنا مشاريع أوقاف خيرية داخل المستشفى من خلال توفير أجهزة علاجية متقدمة لا نظير لها في الدول العربية، ومن هذا نفذنا مشاريع تنموية ونقدم خدمة مدفوعة للقادرين من خلال وحدة السايبر نايف «Cyber Knife» والذي تم بدء العمل به في نهاية أغسطس الماضي، ونجهز لافتتاح وحدات العلاج باستخدام إشعاع البروتون ثيرابي «Proton» مارس المقبل كما نقدم خدمات المعامل والأشعة والتحاليل بمقابل للكبار +18 لتوفير دخل للمستشفى يُنفق على المرضى من الأطفال حتى لا تتأثر الخدمة المجانية للأطفال.
ما هي آلية العلاج من خلال استخدام أشعة البروتون ثيرابي «Proton»؟
العلاج بالبروتين الذي يستخدم في علاج السرطان منذ أكثر من 40 عامًا، نظرًا لسرعة العلاج ودقته أكثر من أي علاج إشعاعي آخر ويعد بمثابة معيار الذهب في علاج السرطان، حيث إنه معروف بقدرته على التحكم في الأشعة بشكل كامل وفعال على الأورام السرطانية، وهو أيضًا شكل متقدم من العلاج الإشعاعي المرخص من قبل هيئة الغذاء والدواء وتم استخدامه لعلاج أكثر من 70 ألف مريض بالسرطان حول العالم، ويستخدم العلاج بالبروتين أشعة واحدة من البروتونات عالية الطاقة الموجهة في اتجاه الورم، ويتم محو الخلايا السرطانية بهذه الجرعات الإشعاعية الموجهة، ويستهدف العلاج بالبروتون مكان الورم فقط وبدقة تصل إلى مليمتيرات محدودة، على عكس العلاجات الإشعاعية الأخرى التي تصيب الأنسجة السليمة بالضرر عند تسليطها على الورم السرطاني.
وتم خلال الأشهر الثلاثة الماضية افتتاح وحدة السايبر نايف، والتي ضمت غرف انتظار واستقبال ورعاية فائقة ووحدات تحكم وغرف اجتماعات على أعلى مستوى طبي عالمي.
حدثنا عن تكلفة علاج المرضى بالمستشفى وكم مريض تستقبلون سنويًا؟
تكلفة علاج المصاب بسرطان الدم 700 ألف جنيه على مدار 3 سنوات و3 أشهر، بخلاف الإقامة وغيره، ونستقبل سنويًا 3352 مريض، ولدينا الآن 36 ألف مريض يتابعون مع المستشفى تم علاجهم خلال السنوات الماضية للوصول إلى الشفاء التام من المرض، ووصلت أعمار الأطفال إلى 36 عام الآن، ونوفر لهم تذاكر القطارات والمترو لانتقالهم، وعلاج الأسنان، أو الكسور التي يصابون بها، حتى حال إصابتهم بدور برد نقوم بعلاجهم بشكل مجاني وذلك كله مدى الحياة، ونفخر بكون نجاح 57 أغرى جمعيات خيرية أخرى لطرق هذا المجال لتوفير العلاج لمرضى السرطان.
البعض يزعم ارتفاع مرتبات العالمين بالمستشفى مقارنة بالمستشفيات المناظرة الأخرى وأنها الأعلى في مصر؟
في عام 2015 بدأنا إدراج مؤشرات أداء، وأهداف للمستشفى والتي وصلت إلى 721 مؤشر أداء، وبناء على هذه المؤشرات يتم تقييم العاملين بالمستشفى حيث يتم منح 80% من الراتب شهريًا ويتم تقييم مدى الالتزام بمؤشرات الأداء لصرف نسبة الـ 20% الأخرى، ويتم تجديد عقود العاملين بشكل سنوي وفقًا للالتزام بمؤشرات الأداء، وينص التعاقد على إلزام الطبيب العامل بالمستشفى بغلق عياداتهم الخاصة، ولذا يتم توفير راتب محترم يوفر الحياة الكريمة لهذا الطبيب لتشجيعه على الإبداع والتطوير، وتوفير خدمة لائقة للمريض.
هناك من يسأل: لماذا تمنحون الأطباء لديكم رواتب مرتفعة مع اعتماد المستشفى الكامل على التبرعات؟
البعض يريد أن يمارس ضغطًا لمجرد النيل وتشويه المستشفى من خلال ميزانيتها ورواتب الأطباء، فمثلًا عند معرفة أن رواتب الأطباء تصل إلى 40 ألف جنيه شهريًا، يلجأ البعض لمقارنة هذا الراتب برواتب في جهات أخرى رغم أن هذا هو قيمة ما يقدمه هذا الطبيب المتخصص من قيمة طبية للمرضى، وحال خروج هذا الطبيب لفتح عيادة خاصة سيحصل على 2000 جنيه للكشف، ونحن نمنع الأطباء من فتح عيادات خاصة بهم لتوفير طاقتهم الكاملة لخدمة مرضى المستشفى.
لديكم نظام وقائي متطور يصفه المتخصصون بالأفضل على مستوى الدولة حدثنا؟
نحن مستشفى علمية، وتهتم بالعلم في المقام الأول، وكل القائمين على المستشفى لديهم شهادات من جامعات عالمية في الإدارة، والمستشفى تعمل وفق أعلى معدلات الأداء، والاهتمام بالنظافة العامة في المستشفى بشكل كامل وتعقيم شامل، مع مراعاة وسائل الأمان بالمصاعد وصيانتها بشكل دوري وفق نظام صارم يضمن عدم حدوث أية أعطال أو حوادث بنسبة 100%، المستشفى مميكنة بنسبة 100% وهي الأعلى في مصر والمنطقة وهو ما يساعد في توفير أقصى نسب العلاج ودراسة أسباب عدم الشفاء في بعض الحالات، ودراسة ذلك في المعامل، وأقمنا أقوى وحدة لعلاج مرضى كورونا خلال السنتين الماضيتين، والعاملين في المستشفى ممنوع عليهم الحصول على «بقشيش» من أي متردد على المستشفى.
تجاوز رصيد المستشفى حاجز الـ 3 مليارات جنيه ثم انخفض بشكل كبير مؤخرًا ما السبب؟
وفق إستراتيجية المستشفى وبعد وصول رصيد المستشفى إلى 3.4 مليار جنيه لإجراء توسعات بالتعاون مع جمعية في الولايات المتحدة الأمريكية، تضم أساتذة بجامعة هارفارد، توفر لنا الدعم، وليدنا 7 شهادات مع مستشفى بوسطن، وجامعة هارفارد، بدعم هذه الجمعية، ووفق التوسعات نسعى إلى إنشاء 300 سرير علاجي جديد، وإنشاء أكاديمية للعلوم الطبية لتدريب الأطباء، وبناء مركز أبحاث، وإنشاء عيادات خارجية جديدة، وذلك لتوفير الرعاية الكاملة للمرضى حتى بعد الشفاء، وتوسعات المستشفى استخدمنا فيها الرصيد، ووفرت الجمعية الأمريكية التي تدعمنا الرسوم الهندسية للتوسعات، وعلى رأس هذه الجمعية الأمريكية الرئيس الشرفي العالم المصري الدكتور محمد العريان، وفوجئنا بحملات تشويه وتخويننا ووصمنا بالعمالة مع جهات أجنبية، وهذا الأمر يصيبنا بالضرر النفسي؛ وهذه الاتهامات كاذبة وقمنا بالعديد من البلاغات ضد القائمين على هذه الحملات التي تهدف لتشويه المستشفى والقائمين عليها.
ما هي الجهات الرقابية الحكومية التي ترقب أعمال المستشفى؟
بداية لدينا مجلس أمناء يتابع العمل على مدار الساعة، وأعضاؤه متبرعون بعشرات الملايين من الجنيهات للمستشفى، ولدينا جهاز الرقابة الإدارية، ووزارة التضامن الاجتماعي، والأمن القومي، كلها تراقب كافة أعمال وملفات المستشفى، ونقاضي من ينال من المستشفى حيث رصدنا 102 مقالة ضمن حملات التشويه، و21 برنامج تليفزيوني، وحملات ممولة موجهة للدول العربية التي تقدم الدعم لهذا الصرح الطبي الوطني، وأتساءل لماذا كل هذا مع عدم التوجه للنائب العام للتحقيق في أي اتهام فساد لنا.
هناك انتقادات واسعة لميزانية المستشفى الكبيرة للإعلانات ما هي إستراتيجيتكم في هذا الملف؟
الإعلانات التي نقوم بها توفر عوائد مادية مضاعفة؛ وهنا أضرب مثالًا عندما كنت في المعهد القومي للأمراض حضر أحد المتبرعين بمبلغ 250 ألف جنيه لدفعهم للمرضى، فاقترحت عليه صرفهم في إعلانات للمعهد في التليفزيون، ثم ذهبنا حينها لرجلي الأعمال: صفوان ثابت، وأحمد بهجت، وجمعنا 750 ألف جنيه للإعلانات، ونتيجة هذه الإعلانات ضمن الحملة التي تمت للمعهد على التليفزيون جمعنا 28 مليون جنيه تبرعات ولم تكن تتجاوز التبرعات قبل هذه الحملة الإعلانية للمعهد مليون جنيه، وفي نهاية العام وصلت التبرعات للمعهد 72 مليون جنيه وهذا كان في التسعينات، ولم تنقطع الإعلانات والتبرعات عن المعهد منذ هذه الحملة الإعلانية.
وفيما يخص إعلانات مستشفى 57357 كان كل جنيه نصرفه على الإعلانات يوفر عوائد تبرعات بين 12 و18 جنيهًا إلى جانب رفع وعي المواطن في هذا المرض، كما عادت علينا الحملات الإعلانية بالتبرعات من المصريين والعرب خارج مصر، والصرف للمستشفى 13% من قيمة الإعلانات، ووزارة التضامن تسمح لنا بالصرف حتى 22%، وهذا وفق الرقابة للأجهزة المختلفة على المستشفى.
أعمال التطوير والتوسعات بالمستشفى هل توقفت جراء الأزمة الراهنة؟
في ظل التغيير في سياسة الدولة الراهن لمواجهة الأزمات، نتجه أيضًا لمواجهة المشكلات بشكل مباشر، لنكون أصحاب قيمة مضافة، تم إيقاف كافة التوسعات، لتركيز العمل على تحسين جودة الخدمة للمرضى، ولدينا مرضى تم شفاؤهم منذ 15 سنة نتابع حالتهم الصحية إلى اليوم.
ما التأثير المباشر على المستشفى جراء الحملات التي تزعم وجود مخالفات بها؟
حملات التشويه تضرب التبرعات التي تقوم عليها المستشفى حتى انهارت التبرعات عام 2018، وواجهنا كل هذه الحملات المغرضة، وعاد المتبرعون من جديد، ثم دخلنا أزمة كورونا وبفضل الله لم نغلق في هذه الأزمة، كغالبية المستشفيات القائمة على التبرعات، لأنها مستشفى أسست على التقوى، ولدينا رعاية صحية متطورة، بأقسام مكافحة العدوى، وقسم سلامة وصحة مهنية متطور، لتقديم رعاية كأفضل ما يكون.
ما حقيقة إغلاق مستشفى طنطا لعلاج مرضى السرطان التابع للمؤسسة؟
هذا العام 2022 حصلت أزمة الاعتماد المستندي، وكنا نجري توسعات في مستشفى طنطا من 47 إلى 100 سرير، واضطررنا إلى إغلاقها للأسف وبدأنا نستقرئ أن استقبال الحالات بوتيرة 3352 مريض سنويًا، وهو رقم ضخم وتكلفة ضخمة للعلاج ينبغي تقليله وهو ما حدث هذا العام بتقليل استقبال 700 مريض.
في ظل وجود إستراتيجيات علمية لإدارة المستشفى كيف ضربتكم الأزمة الحالية؟
المشكلة الراهنة تضرب العالم وهناك 892 مستشفى في الولايات المتحدة تغلق الآن لضعف التبرعات، معهد السرطان في ألمانيا أغلق أبوابه، ومستشفى 57357 مستنسخة من مستشفى في الولايات المتحدة تستقبل الآن 540 مريضًا سنويًا بقيمة تمويلية 1.2 مليار دولار سنويًا، ونحن نستقبل 3352 مريض سنويًا بقيمة مالية بين 40 و42 مليون دولار، وهو ما يشير إلى الفارق الضخم في التمويل والتكلفة التي نقوم بتحقق إنجاز ضخم بإمكانيات محدودة جدًا مقارنة بالمستشفيات العالمية.
ماذا عن الوساطة في المستشفى وفق الاتهامات التي تنال من 57357؟
لا يوجد عندنا وساطة مطلقًا ولدينا أسماء لأبناء شخصيات كبيرة ومسؤولين تم وضعهم على قوائم الانتظار، مفيش عندنا واسطة ابن الخفير إلى جانب ابن أكبر مسؤول على قوائم الانتظار.
هل كسرتم آخر وديعة لديكم في البنوك تحت وطأة الأزمة الراهنة؟
تم تخفيض استقبال 700 مريض هذا العام مقارنة بالعام الماضي، وقلنا لن يتم متابعة المرضى مدى الحياة فقط سيتم متابعة الحالات لمدة 5 سنوات بعد الشفاء، ويغلق بعد ذلك ملف المريض بشكل كامل، ومن قيمة 3.4 مليار جنيه ودائع المستشفى تم كسرها لتصل إلى 300 مليون جنيه الآن رغم أن التبرعات لم تنخفض، ولكن تكلفة التشغيل ارتفعت بشكل كبير.
أحد المسؤولين يردد أن المستشفى قد تغلق أبوابها خلال 7 أشهر ما حقيقة الأمر؟
لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال فنحن أمام تكاليف دواء وعلاج يؤثر فيها سعر الدولار وتكلفة الدواء وارتفاع أسعاره، ولدينا الآن 300 مليون جنيه تكفي للتشغيل فترة 4 أشهر بفرض عدم دخول تبرعات جديدة، ونحلم بإنجاز التوسعات، واستكمال بناء الأكاديمية العملية والبحثية لتطوير بروتوكولات العلاج، ونحلم بعلاج كافة مرضى السرطان في مصر، والقضاء على قوائم الانتظار.
كيف تؤثر الأزمة الحالية على كوادر 57 الطبية؟
الكوادر طبية تعتبر كنوز لا نتمنى أن تهرب إلى الخارج مع الأزمة التمويلية الحالية، ونأمل في عدم اضطرارنا إلى تخفيض استقبال أعداد المرضى لتوفير النفقات.
ختامًا كيف ترى مستقبل 75375 وما هي رسالتك للمتبرعين والمحبين وأسر المرضى؟
لدينا يقين خلال الفترة المقبلة باستقبال نفس معدلات العلاج بالطاقة الكاملة للمستشفى، ونرى الآن هبة المصريين للتبرع وهو مدد من الله نشكره عليه وندعوه أن يستمر، ونقوم الآن بإنشاء غرف زرع النخاع لزيادة نسبة الشفاء 10% ونصل لأعلى النسب العالمية، ونمتلك بالمستشفى الآن 9 غرف لزراعة النخاع، ونتوسع لنصل إلى 27 غرفة، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية الآن يتولى العمل على الإنشاء، وفي ديسمبر العام المقبل سنصل إلى نسبة شفاء 80% مماثلة لأعلى نسب العلاج العالمية، ونناشد جموع المصريين في الداخل والخارج، والأشقاء العرب استكمال مسيرتهم الداعمة لهذا الصرح لنتمكن من الاستمرار في تقديم خدمة علاج أطفال السرطان في ظل تزايد مضطرد لأعدادهم في مصر، وكلنا أمل أن تستمر رحلتنا في التخفيف عن كاهل الأسر المصرية وتقديم أحدث نظم العلاج العالمية.