قارئ القصر الملكي.. محطات في حياة الشيخ مصطفى إسماعيل
جهاد حسن مصر 2030"أنا جالس على كرسي العرش والعالم كله يصفق لي"، كانت هذا آخر كلمات وصف بها الشيخ مصطفى إسماعيل ما يراه في أيامه الأخيرة قبل رحيله في مثل هذا اليوم 26 ديسمبر عام 1978.
قرأ القرآن بـ 19 مقامًا
لقد كان الشيخ مصطفى إسماعيل عذب الصوت متقنًا للمقامات، قرأ القرآن بأكثر من 19 مقامًا بفروعها، وسجل القرآن الكريم مرتلًا تاركًا خلفه 1300 تلاوة لا تزال تبث عبر إذاعات القرآن الكريم.
مولده وحفظه للقرآن
ولد الشيخ مصطفى إسماعيل بقرية ميت غزال بمحافظة الغربية، وكغيره من حملة القرآن حفظه قبل أن يتم 12 عامًا.
وراجع إسماعيل القرآن 30 مرة على يد شيخه ومعلمه الشيخ إدريس فاخر، وفي السادسة عشر من عمره بدأت شهرته وذاع صيته بعد حضوره لعزاء أحد البكوات في عهد الملكية.
بداية شهرته
ويحكي الشيخ مصطفى إسماعيل كيف تعجب الحضور من صغر سنه ولم يصدقوا بأنه مدعوا للقراءة في العزاء حتى أن بعضهم بعد صعوده للدكة نهره وقال له: "انزل يا ولد هوه شغل عيال"، وأنقذه من ذلك أن أخبره أحد أقارب المتوفى بأنه قارىء مدعو للقراءة.
قارئ القصر الملكي
ويقول الشيخ مصطفى إسماعيل انبهر جميع الحضور بي وبصوتي وكانت بداية انطلاقي وتوجه بعدها الشيخ للقاهرة وهناك سمع الملك فاروق صوته وأعجب به وعينه حتى قبل أن يعتمد لدى إذاعة القرآن الكريم: "قارئًا للقصر الملكي".
زياراته
زار الشيخ مصطفى إسماعيل 25 دولة عربية وإسلامية وقضى ليالي شهر رمضان المعظّم وهو يتلو القرآن الكريم بها، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وتركيا وماليزيا، وتنزانيا، وزار ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، كما زارد القدس عام 1960 وكان ضمن الوفد الرسمي الذي اختاره الرئيس أنور السادات لزيارة القدس عام 1977، وذلك نظرًا لحبه الشديد له ولصوته وتلاوته.
قصة وفاته
قصة وفاة الشيخ الجليل غريبة إلى حد كبير ويصفها سائقه الخاص وخادمته في المنزل، ويقول سائقه واسمه محرم، كان الشيخ مدعوا للقراءة في دمياط بدعوة من الرئيس السادات، وفي الطريق كان مرحًا جدًا وبدأ يرتل القرآن كعادته، ولكنه فوجيء بنسيانه بعض الآيات فطلب مني أن أذكره كلما نسي، وفي طريق العودة طلب مني أن أشتري "شطائر فول وطعمية"، وأكلنا سويًا.
ويتابع السائق: وبعدها وصلنا البيت فقام بتغطية سيارته عكس عادته في ذلك فقد كان يمنعني من تغطيتها، ولما وجد اندهاشي نظر لي وقال: "أنا مش طالع تاني يا سيدي".
وبعد دخوله المنزل دعا الخادمة وزوجها وطلب منهما أن يشربا الشاي معه، وظل يمازحمها، ثم قال: "أنا جالس الآن على كرسي العرش والعالم كله يصفق لي"، وصعد لغرفته نادى على ابنته فردت الخادمة فقال لها: «تعالي يا بنتي شوفي إيه اللي في دماغي» وأخذ يدها بيده وحاول أن يصل بها إلى رأسه ووقعت اليدان إلى أسفل.
اعتقدت الخادمة أنه نائم وخاصة أنه كان يتنفس، وفي اليوم التالي وحتى الساعة 2.30 ظهرًا اتصل أحد أصدقاء الشيخ وسمع بالواقعة فحضر للبيت ومعه الأطباء فنقل الشيخ للمستشفى وهو في غيبوبة، ولكنه غادر عالمنا 26 ديسمبر 1978 عن عمر 73 عامًا، تاركًا خلفه قرآن يتلى أناء الليل وأطراف النهار.
واقرأ أيضًا..