حصاد زيارة شيخ الأزهر إلى كازاخستان بعام 2022
ياسمين محمد مصر 2030شهد عام 2022 زيارة مؤثرة لشيخ الأزهر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى دولة كازاخستان.
حيث امتدت لخمسة أيام متواصلة التقى خلالها فضيلة الإمام الأكبر كبار الشخصيات السياسية والدينية، وذلك على هامش مشاركة فضيلته في افتتاح المؤتمر السابع لزعماء الأديان المنعقد في الفترة من 14 إلى 15 سبتمبر 2022م.
تحت عنوان "دور قادة الأديان العالمية والتقليدية في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء كوفيد-19".
وذلك تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توقاييف، والذي أعرب عن بالغ تقديره للدور العالمي الذي يقوم به الأزهر في نشر قيم السلام والتعايش، وبيان الصورة الصحيحة للإسلام، ودعم كازاخستان من خلال استقبال الطلاب الكازاخيين الوافدين للدراسة في الأزهر، وتدريب الأئمة الكازخيين في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ.
حفاوة واستقبال رسمي للإمام الأكبر ووفد الأزهر
ففي مساء الاثنين الموافق 12 سبتمبر2022م، وصل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى مطار العاصمة الكازاخية "نور سلطان"، يرافقه وفد مصري رفيع المستوى من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية.
حيث نظمت جمهورية كازاخستان، مراسم استقبال رسمية خاصة لفضيلة الإمام الأكبر والوفد المرافق، فور وصولهم مطار مدينة "نور سلطان" الدولي، وكان في استقبال فضيلته، السيد دارخان خضر علي، وزير الإعلام والتنمية الاجتماعية بكازاخستان، وفضيلة الشيخ نوريزباي حاج تاغانولي أوتبينوف، المفتي العام لجمهورية كازاخستان، والسفيرة منال الشناوي، سفيرة مصر لدى كازاخستان، ولفيف من قيادات وعلماء وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بكازاخستان.
الرئيس الكازاخي: نقدر جيدا جهود الإمام الأكبر في نشر الصورة الصحيحة للإسلام
والتقى فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، صباح اليوم التالي، الثلاثاء ١٣ سبتمبر٢٠٢٢م، السيد الرئيس قاسم جومارت توكاييف، رئيس جمهورية كازاخستان، بمقر القصر الرئاسي بالعاصمة الكازاخية "نور سلطان"، لمناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون بين كازاخستان والأزهر الشريف، حيث رحب الرئيس الكازاخي بشيخ الأزهر.
وأكد، على أن كازاخستان؛ قيادة وشعبا، تقدر جيدا جهود الإمام الأكبر في نشر الصورة الصحيحة للإسلام، ومواجهة التطرف ونشر مبادئ الأخوة الإنسانية إقليميًا وعالميا، وأن الشعب الكازاخي يتابع باهتمام ما يقوم به فضيلته من جهود في الغرب والشرق، والتي أحدثت صدىً عالميا كبيرا في مواجهة الإسلاموفوبيا وتعزيز الحوار بين مختلف الثقافات والعرقيات.
لقاء أخوة جديد يجمع الإمام والبابا على أرض كازاخستان
كما التقى فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وذلك على هامش مشاركتهما في المؤتمر السابع لزعماء الأديان.
حيث أكدا اعتزازهما بالعلاقة القوية التي تربطهما، والتي تقوم على المودة والاحترام المتبادل، متمنين دوام تلك العلاقة التي تؤكد أن الأديان ما جاءت إلا لتكون سببًا في الإخاء والتآلف والتعاون والمحبة.
وشدد، على ضرورة مواصلة دعم دور قادة وعلماء الأديان، ودعم مبادرات الحوار لنشر السلام وتعزيز التعايش بين بني البشر، وبخاصة ما يتعلق بالمبادرات التي تستهدف الشباب، وحفظ الهوية وتفعيل دور الدين في حياة الشعوب والحفاظ على منظومة الأسرة، ودعم انتشار وتطبيق بنود وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعاها سويا على أرض الإمارات، لتكون منارة ودليلاً إنسانيا عالميا في تعزيز التآخي ونشر السلام بين بني البشر جميعًا.
الإمام الأكبر يؤم الوفود الإسلامية المشاركة في مؤتمر زعماء الأديان بمسجد "حضرة السلطان"
وزار فضيلة الإمام الأكبر، مسجد "حضرة السلطان"، أحد أكبر المساجد في كازاخستان وآسيا الوسطى، حيث التقى برؤساء الوفود الإسلامية المشاركة في المؤتمر السابع لزعماء الأديان؛ وأمهم في صلاة الظهر.
كما حرص فضيلته على تبادل أطراف الحديث معهم بعد الصلاة، والاستماع لبعض طلاب كازاخستان الحاصلين على منح دراسية للدراسة بجامعة الأزهر.
وأكد، على أن الأزهر يرحب دائما بالتعاون مع الجميع، ويدعم كافة الجهود الهادفة لوحدة المسلمين حول العالم، ونشر السلام العالمي والتسامح بين الناس من خلال منهجه الوسطي، بعيدًا عن الإفراط والتفريط، وبيان حقيقة الدين الإسلامي وما يدعو إليه من قيم تحض على التعاون والرحمة والإنسانية.
شيخ الأزهر يشارك الرئيس الكازاخي وبابا الفاتيكان في افتتاح مؤتمر"زعماء الأديان"
وفي الرابع عشر من سبتمبر 2022، شارك فضيلة الأمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الرئيس الكازاخي، قاسم جومارت توقايف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في افتتاح أعمال المؤتمر السابع لزعماء الأديان، والذي انعقد في الفترة من 14 إلى 15 سبتمبر 2022م، تحت عنوان: "دور قادة الأديان العالمية والتقليديَّة في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد وباء كوفيد-19".
بحضور قادة وزعماء الأديان حول العالم، حيث توجه الجميع إلى الله عز وجل بالدعاء، بأن يوحد الشعوب وينهي الحروب والصراعات، وأن يعم الأمن والأمان، وأن تحل المحبة محل الكراهية، والتعارف محل التعصب، وأن يقدر الله الجميع على القضاء على كل الكوارث البيئية.
الإمام الأكبر يلقى كلمته بافتتاح المؤتمر السابع لزعماء الأديان
ألقي فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، كلمة بافتتاح المؤتمر السابع لزعماء الأديان، بحضور ما يزيد عن 100 وفد من قادة وزعماء الأديان من 60 دولة.
حيث أوضح، خلال كلمته، أن العالـم لم يكد يتعافى من آثار جائحة «كورونا»، حتى دهمته جوائح وكوارث أخرى صنعها الإنسان بيده، وأن البشرية أصبحت تعاني من رعب وخوف بسبب التغير الفجائي في ظواهر الطبيعة والمناخ، كما أن بعض الكوارث التي يعاني منها الكوكب جاءت بسبب مما اقترفته يد الإنسان عن عمد وغطرسة ولامبالاة.
وحذر، من انتشار حملات مدروسة وممولة تدعو لهدم "الأسرة"، مؤكدًا على أن التقدم العلمي والفلسفي والتطور التقني والاجتماعي لم يعد مؤهلا ولا قادرا على وقف التدهور الخلقي، وأن الخطر الداهم الآن لا يأتي من اختلاف الأديان، بقدر ما يأتي من «الإلحاد»، بالإضافة إلى أن إدماج الأديان في دين واحد هي فكرة مدمرة للأديان وهو خيال عبثي لا يقول به عاقل ولا يقبله مؤمن أيا كان دينه.
رسائل شيخ الأزهر بالجلسة الختامية للمؤتمر السابع لزعماء الأديان في كازاخستان
أطلق الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، العديد من الرسائل والتوصيات، خلال كلمته بالجلسة الختامية للمؤتمر السابع لزعماء الأديان، كان أبرزها:-
-المجتمع الدولي أصبح يعاني من صمت العالم المتحضر الذي لا يبالي بالفقراء والبائسين.
- رسالة الأديان لن تبلغ هدفها ما لم يتحد أهلها على تنقية الشعور الديني من الضغائن والأحقاد.
- لابد من توجيه النشاط الديني في الأديان المختلفة إلى الاتجاه الإنساني بدلا من توجيهه صوب الصراع بين الأديان.
- الحضارات الإنسانية بحاجة إلى هدي السماء ونور النبوة وحكمة الكتب المقـدسة.
- شفاء البشرية من أمراضها الحـديثة لم يعد رهن التقدم المادي أو الرقي التكنولوجي.