كيف ظهر تناغم الهوية الذاتية في مبارايات كأس العالم؟
قد تظن أنها مجرد لعبة وتتعجب من ردود أفعال الجمهور في الملاعب وفي ميادين الساحرة المستديرة، في أثناء المباريات، وخاصة كأس العالم والمقامة في قطر حالياً، يتساءل البعض عن سر الأجواء والزحام أمام الشاشات وفي الميادين العامة وفي المقاهي والنوادي الرايضية والذي وصف بالحضور الاستثنائي، إذ أصبحت كرة القدم هي الموضوع الأول ورقم واحد في مصر وكل الدول العربية والأجنبية المشاركة أيضاً في كأس العالم.
سر كرة القدم والمشجعين
علماء النفس قاموا بدراسة السر في علاقة كرة القدم وشعبيتها والتي ارتبطت بينها وبين مشجعيها.
قالت دراسة للعالم بول بنهارد من قسم علم النفس بجامعة ولاية جورجيا الأمريكية، إن العينات التي تم جمعها من 26 من المشجعين لكرة القدم الذين كانوا يشاهدون مباراة البرازيل وإيطاليا عام 1994 قد وصف بالمثير للانتباه وذلك لأن "التستوستيرون" الموجود كان زائداً بنسبة 20% من معدل الهرمون العادى.
التستوستيرون هي مادة مرتبطة بالنشاط الذكوري ويرتبط بمشاعر أخرى مثل احترام الذات والشعور بالأهمية والتحكم والسيطرة ورفع الهوية الذاتية، وهذه الدراسة أرجعت إلى فلسفة "المجد المنعكس" أي أن نجاح الشخص الآخر هو نجاح شخصي لك وهو سلوك يرفع حالة الأفراد من تقديرهم لذاتهم عند نجاح الآخر.
كما أن الدراسة أكدت أن مشجعي الأندية الضعيفة أيضاً لديهم روح من الانتماء بسبب تعرضهم للانزعاج نتيجة خسارتهم المتتالية مما يدفعهم إلى سلوك التواحد والترابط مثل جنود الجيش.
التناغم بين كرة القدم والهوية
يقول الاستشاري النفسي د. أحمد سامح المتخصص في معالجة السلوكيات، أن الإنسان كائن اجتماعي يرجع إنتماؤه إلى مجموعة ما وفقاً لغريزته الاجتماعية، وهي نابعة من فلسلفة الغريزة إلى جوار الغرائز الأساسية مثل الجوع والجنس، ويرجع شكل التكاتف والترابط في الملاعب إلى نظرية الهوية الإجتماعية لأن جزءا كبيرا منها مستمد من صنع الهوية والإنتماء الديني والوطني والسياسي والاجتماعي وهو ما نرجعه أيضاً للمجموعات الرياضية بالانتماء الرياضي، وهو ما يُرجع إلى رفع كيان الشخص وهويته الذاتية وتعبيره عن نفسه ولحبه للمجموعة التي ينتمي لها.
وينصح "سامح" بأن يكون الشخص متوازنا في تعاطيه مع مشاعره حتى لا نصل إلى العنف الكروي أو التعصب الرياضي.
اقرأ أيضاً:بعد زيارة السيسي.. سر اللغة اليونانية في مقر البنتاجون الأمريكي والأوكتاجون المصري
