19 نوفمبر 2024 22:54 17 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
تقارير وملفات

عبدالحليم قنديل: تصريحات قرداحي سبب هجوم الرياض علي لبنان

مصر 2030

قال الكاتب الصحفي الدكتورعبدالحليم قنديل: أن الاحداث اللبنانية السعودية لاتتفق مع التصريحات التي أطلقها جورج قرداحي ، قبل توليه مسئولية وزارة الإعلام اللبنانية، فالمملكة العربية السعودية تعلم أن لبنان تحركة قوة آخري بعيدا عن المؤسسات الشرعية للبلاد، وأن حزب الله يحرك أحداثه وهو نفس سيناريو اليمن الذي يحارب المملكة قبل عدة سنوات.

وحذر "قنديل" في مقاله المنشور بصحيفة أخبار اليوم السبت علي الدور الإيراني، الذي يحرك الأحداث في لبنان كما هو الحال في اليمن الذي يحارب المملكة منذ عدة سنوات وهو التصريح الذي أطلقه " قرداحي " علي السعودية قبل توليه مهمة التحدث باسم الحكومة اللبنانية.

وإلي مقال الدكتور عبدالحليم قنديل:ـ

وجوه حزب الله

القصة أكبر من وزير الإعلام اللبنانى جورج قرداحى ، ومن تصريحات صدرت عنه قبل توليه منصبه ، تناولت باللوم حرب السعودية وتحالفها فى اليمن ، وإن كان غاب عنها ما لا يصح أن يغيب ، وهو دور "الحوثيين" المقابل فى حرب التدمير الشامل لليمن ، و"الحوثيون" أداة إيرانية بلا شبهة إنكار ، وهم قوة رجعية عنصرية سلالية طائفية بامتياز.

ولا يبدو ميل السعودية للانتقام من لبنان فى محله ، فهو لن يجلب نصرا استحال فى حرب اليمن عبر سبع سنوات ، وليست القصة أن يبقى قرداحى فى منصبه ، أو أن يذهب ، والسعودية نفسها تقول ذلك ، ومشكلتها المعلنة فى "حزب الله" ونفوذه اللبنانى ، وتتصور السياسة السعودية أن بوسعها إنهاء سيرة حزب الله ، أو دفع اللبنانيين تحت ضغط الخنق الاقتصادى ، إلى شن حرب إفناء ضد حزب الله ، وهذه وصفة مضمونة للفشل ، وقد أخفقت إسرائيل نفسها فى تقويض الحزب ، وفشلت عقوبات أمريكا فى المهمة ذاتها ، وليس بوسع "الرياض" أن تفعل ما عجزت عنه "واشنطن" ، فصحيح أن "حزب الله" مرتبط عضويا بإيران ، وزعيمه حسن نصر الله أعلن مرارا تلقيه كل صنوف الدعم من طهران ، وأن مرجعيته هى فتاوى المرشد الإيرانى على خامنئى ، لكن حزب الله له وجوه أخرى غير الوجه الإيرانى ، فقد قاوم وصمد وهزم "إسرائيل" مرات ، وكان عنوانا لمقاومة عربية استشهادية من نوع مختلف ، أجلت الاحتلال الإسرائيلى بالقوة عن جنوب لبنان ثم عن غزة ، ولا تخاف إسرائيل قوة فى المشرق العربى المحطم ، أكثر مما تخشى من "حزب الله" ، وترسانة أسلحته وصواريخه المتطورة ، برغم أن حربا شاملة لم تقع بين الطرفين منذ نحو 15 سنة ، تحول فيها سلاح حزب الله إلى العناوين الخاطئة بالجملة ، من تورطه الطائفى فى مستنقع حروب الأزمة السورية ، وإلى دعمه السياسى والميدانى لحروب دمار ، قادها الحوثيون فى اليمن ، ومن دون أن تكون هناك حسابات وطنية ولا قومية عربية منظورة ، بل سيطرت الاعتبارات الإيرانية المحضة على سياسات الحزب ، الذى اشتهر أساسا بحروب المقاومة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلى ، لكنه تناسى الدرس الجوهرى لنجاح وسمعة أى مقاومة ضد إسرائيل ، وهو أن تقف بسلاحها بعيدا عن التورط فى أى شئون داخلية لأى قطر عربى ، وأن لا يكون السلاح الذى يقتل الغزاة الصهاينة ، هو نفسه السلاح الذى يوجه لصدر عربى .

نعم ، فقد سلاح حزب الله كثيرا من جاذبيته وبريقه عند الشعوب العربية ، وتورط فى قتل السوريين والعراقيين واليمنيين وغيرهم ، وهو ما جعل الدعاية ضد حزب الله ، تجد آذانا تصغى وتصدق ، ودون أن يكون من طرف مستفيد أكثر من إسرائيل أولا ، فالذين يناهضون حزب الله بدعوى إيرانيته ليسوا أكثر عروبية من قادة حزب الله ، اللهم إلا من باب التظاهر بعروبة مريبة ، تجعل خدمة إسرائيل والتطبيع المجانى معها ، شرطا من شروط الانتساب لقومية عربية مهينة مهانة ، تتذرع بمواجهة تفشى النفوذ الإيرانى ، بينما هى التى كانت سببا فى توحش التوسع الفارسى ، من حروب احتلال العراق إلى حروب تحطيم سوريا .
ومع التسليم بأخطاء حزب الله ، إلا أن اقتلاعه من لبنان ، يبدو هدفا مستحيل التحقق ، فهو ليس حزبا طافيا على سطح الحوادث ، وقاعدته الاجتماعية الشيعية بالغة الاتساع ، وهو مغروس بعمق فى تربة التاريخ اللبنانى المعاصر ، وقوته المفرطة لبنانيا ، تحرم أى طرف مغامر من فرصة التفكير بحرب أهلية جديدة ، وتوازنات لبنان الطائفية الحرجة ، لا تتيح لأحد ترف مسايرة السياسة السعودية فى هدفها العبثى بقطع دابر حزب الله.

جورج قرداحى لبنان السعودية ازمة لبنان والخليج جورج قرداحى

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 10:54 مـ
17 جمادى أول 1446 هـ 19 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:53
الشروق 06:24
الظهر 11:40
العصر 14:37
المغرب 16:57
العشاء 18:18
البنك الزراعى المصرى
banquemisr