31 يناير 2025 17:04 1 شعبان 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
السياسة

محمد السعيد: إسرائيل تعلم أن حرب القنبلة النووية إنتهى

الدكتور محمد السعيد إدريس
الدكتور محمد السعيد إدريس

طرح الدكتور محمد السعيد أدريس سؤالان كلاهما يتعلق بالقدرة النووية الإسرائيلية وإيران . فهو يري أن إسرائيل تريد أن تحتكر القدرات النووية في منطقة الشرق الأوسط لكي تنفرد بالبلدان العربية .    

وأكد إدريس فى مقال له بالأهرام اليومى ، أن إسرائيل لم تعترف بحجم قدرات ترسانتها النووية حتي الأن .  

 وفجر السعيد مفاجأة حينما أعلن : أن إسرائيل تعلم يقيناً أن استخدام القوة النووية لن يستخدم ثانية بعد الإستخدام الأمريكى الأول لها في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية

وإلي مقال الدكتور محمد السعيد أدريس.

سؤالان مهمان يحرص قادة كيان الاحتلال الإسرائيلى على تحاشى الإجابة عنهما. الأول ما هى حقيقة امتلاك إسرائيل ترسانة قوية ومتقدمة من الأسلحة النووية، والثانى هل لدى إسرائيل قناعة بأن إيران فى حال امتلاكها قنبلة نووية حتماً سوف تستخدمها ضد إسرائيل؟ وإذا كانت الإجابة هى لا فلماذا كل هذا الصخب والضجيج الإسرائيلى الذى يشغل العالم بالنسبة لقدرات إيران النووية؟
السؤالان ليسا جديدين ، لكنهما يعودان بقوة فى ظل حالة تصعيد سياسى ودعائى إسرائيلى غير مسبوق بمشاركة كل دوائر التحالف الدولية خاصة الأمريكية والأوروبية رسالته المحددة هى دفع الولايات المتحدة، بدعم أوروبى للقيام بعمل عسكرى، بمشاركة إسرائيل يكون هدفه ليس فقط تدمير القدرات النووية الإيرانية، بل أيضاً تدمير صناعة الصواريخ الباليستية داخل إيران لقطع أذرع إيران ومنعها من الوصول إلى ما تعتبره «أراضى إسرائيلية». والورقة التى يلعب بها الإسرائيليون هذه المقامرة هى ترويع العالم من تلكؤ الإيرانيين المتعمد فى العودة مجدداً إلى مفاوضات فيينا التى توقفت منذ 20 يونيو الماضى وتصوير هذا التلكؤ على أنه «إستراتيجية لكسب الوقت» من أجل الوصول إلى امتلاك القدرة على إنتاج القنبلة الذرية .
خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالى بينيت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الفائت الذى تجاهل فيه متعمداً أى إشارة للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى وصل إلى «درجة الهوس» بإيران وبرنامجها النووى مؤكداً أن برامج إيران النووية «وصلت إلى نقطة فاصلة وقفزات كبيرة إلى الأمام فى مجال البحث والتخصيب النووى، وبناء منشآت نووية سرية، ودعم حركات مسلحة».
وعلى خلاف ما جاء على لسان نفتالى بينيت رئيس الحكومة فى لقائه مع المستشارة الألمانية بأن إسرائيل مسئولة عن منع إيران من تطوير قنبلة عاد وزير الخارجية يائير لابيد شريك نفتالى بينيت فى الحكومة إلى أرض الواقع بالعودة إلى المسئولية الأمريكية - الإسرائيلية المشتركة، للقضاء على الخطر النووى الإيرانى. ففى لقائه فى واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكى انتونى بلينكن (12/10/2021) قال لابيد أن «وزير الخارجية انتونى بلينكن وأنا أبناء ناجين من الهولوكست (باعتبار أن بلينكن يهودى هو الآخر) ، ندرك أن هناك أوقاتاً يتعين فيها على الأمم أن تستخدم القوة لحماية العالم من الشر». ما يعنى أن لابيد لا يقر بقدرة إسرائيل على التفرد فى القضاء على الخطر النووى الإيرانى ولا يكتفى حتى بالمشاركة الأمريكية فى استخدام القوة العسكرية لتوجيه ضربات استباقية تقضى على القدرات النووية الإيرانية، بل أنه يريد أن يجعلها مسئولية أممية وكأنه يريد أن يؤسس لـ «تحالف دولى ضد إيران» هدفه القيام بعمل عسكرى ضدها حال تعثر مفاوضات فيينا المتوقفة.
ولجدية هذا المشروع بادر شركاء وحلفاء إسرائيل فى أوساط النخبة الأمريكية الحاكمة بحث إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن على تبنى «الخيار باء» ضد إيران، أى الخيار البديل للمفاوضات والدبلوماسية، فى مقدمة هؤلاء كان مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى السابق فى إدارة الرئيس دونالد ترامب ودينيس روس الذى عمل مبعوثاً للشرق الأوسط فى إدارات أمريكية سابقة ويعد من أركان مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى. مايك بومبيو حث فى مقابلة أجراها مع صحيفة «تليجراف» الرئيس الأمريكى جو بايدن «على أن يصبح أكثر صرامة مع إيران». أما دينيس روس فقد نشر دراسة فى مجلة «فورين بوليسى» حرض فيها الولايات المتحدة على التهديد بضرب إيران وقال إن «التهديد بالحرب هو السبيل الوحيد للسلام مع إيران، وعودتها إلى الاتفاق النووى دون أى تغيير فى قواعده، وأن تقبل ذلك دون إجبار واشنطن على تقديم أى تنازلات، ثم وهو الأهم جعل إيران مستعدة للتخلى عن ترسانتها الصاروخية وأن تتوقف عن سياستها العدوانية الإقليمية».
هذه الأهداف قد تكون جزئية أمام ما أفصح عنه بينى جانتس وزير الحرب «الدفاع» الإسرائيلى عندما كشف خلفيات العداء الإسرائيلى لإيران وقدراتها النووية، وأسباب الإصرار الإسرائيلى على منع إيران من امتلاك سلاح نووى. فقد تحدث جانتس أمام الكنيست (البرلمان) الإسرائيلى فى جلسة خصصت للترويج «لاتفاقات إبراهام وتنفيذها» وقال ما نصه «إسرائيل يجب أن تظل الأقوى فى الشرق الأوسط». لم يكتف جانتس بذلك ولكنه قال «يجب أن تظل إسرائيل الأقوى لكى تحقق السلام فى الشرق الأوسط.. هذا هو مبدؤنا التوجيهى وسيظل كذلك إلى الأبد».
هكذا تتكشف الحقائق فالإسرائيليون على ثقة أن إيران إذا نجحت فى امتلاك القنبلة الذرية فإنها لن تستخدمها ضدها، لسبب أساسى هو أن مثل هذه القنبلة منذ استخدامها للمرة الأولى فى اليابان عام 1945 لم تعد قابلة للاستخدام مرة أخرى. ما يشغل إسرائيل هو فرض مشروع إسرائيل الكبرى وهذا لن يحدث إلا بإجبار الدول العربية على الخضوع للمشروع الإسرائيلى، لذلك تعمل إسرائيل جاهدة على القضاء على الخطر الإيرانى الذى تعتبره يشكل الآن ما يزيد على 80% من مصادر الخطر التى تتهدد إسرائيل، كى تبقى الساحة فارغة من أى قوة يكون فى مقدورها التصدى للطموحات الإسرائيلية.
أكبر دليل على أكذوبة الترويع الإسرائيلى من الخطر النووى الإيرانى ما جاء على لسان قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الميجور جنرال تامير هايمان لموقع «واللا نيوز» الإخبارى الإسرائيلى عندما أكد أن «إيران لن تحصل على القنبلة النووية قريباً» وأن «إيران ما زالت بعيدة عن القنبلة النووية رغم أن مستويات التخصيب التى بلغتها إيران مثيرة للقلق». هذا يعنى أن الترويج للخطر الإيرانى أكذوبة إسرائيلية هدفها التغطية على القدرات النووية الإسرائيلية من ناحية وحشد العالم للقضاء على القدرات النووية الإيرانية لتأمين التفرد الإسرائيلى فى الهيمنة على الشرق الأوسط ولو بوكالة ودعم أمريكى من ناحية، لكن مشكلة إسرائيل أنها ما زالت غارقة فى أحلام اليقظة . وربما تُصدم قريباً بحقائق الواقع الكفيلة بإفاقتها من تلك الأحلام .

اسرائيل السلاح النووى ـ ايران الشرق الاوسط اليابان قنبلة هيروشيما

مواقيت الصلاة

الجمعة 05:04 مـ
1 شعبان 1446 هـ 31 يناير 2025 م
مصر
الفجر 05:17
الشروق 06:46
الظهر 12:08
العصر 15:09
المغرب 17:31
العشاء 18:51
click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here click here
البنك الزراعى المصرى
banquemisr