مرسي عطا الله: القرار السياسي ”مفتاح” لفك الأبواب المغلقة
قال الكاتب الصحفي مرسي عطا الله رئيس تحرير الأهرام الأسبق: إن إلغاء حالة الطوارئ هي بداية من مجموعة قرارات سوف تصدرها الدولة خلال الأيام والأسابيع المقبلة.
وأكد عطا الله فى مقاله بصحيفة الأهرام ، أن نجاح المنظومة والقرارات ، ضرورة تستلزم وجود نوايا صادقة على البناء والتمتع بالحريات ، وأن الجميع مطالب بأن يكون قدر المسئولية فلا يلقيها علي طرف ويتجاهل فصيلته او كيانه السياسي الذي ينتمي إليه .
منوها أن المرحلة الماضية شهدت خلالها البلاد العديد من الأحداث وأن الطؤائ لم يتم استغلالها لضرب حرية الأفراد او الجماعات وتنقلاتهم ولكنها واجهت الإرهاب وعناصره دون التأثير علي طوائف الشعب الأخري.
وإليكم مقال الكاتب الصحفى مرسي عطا اللهبصحيفة الأهرام:ـ
مسئولية ما بعد القرار!
إذا ما سلمنا بادئ ذى بدء بأن قرار الرئيس السيسى إلغاء مد حالة الطوارئ يؤكد شفاء مصر تماما من الأوجاع والعلل التى ضربتها بشدة وعنف نتيجة أحداث 25 يناير عام 2011... إذا سلمنا بذلك ولا مفر من التسليم به فإن علينا أن ندرك أننا أمام تحد كبير ينتظرنا ولابد أن نكون على قدر التحدى وإثبات أهليتنا وجدارتنا بإسقاط كافة القيود والضوابط التى تعوق الممارسة الديمقراطية السليمة تحت مظلة الشعور بالمسئولية الذى يستلزم أيضا الشعور بالواجب قبل المطالبة بالحقوق.
إن قرار إلغاء مد حالة الطوارئ مجرد خطوة على طريق طويل يمهد لعملية تحول نحو تعميق الممارسة الديمقراطية وهى عملية واجبة ومستحقة ولكنها أيضا عملية شاقة بالنظر إلى أنها تتم فى ظروف إقليمية بالغة التعقيد تستوجب تفادى تداعياتها السلبية حتى لا تتعطل قاطرة التطور الديمقراطى فى بلدنا عن مواصلة طريقها!
وهنا تجيء أهمية حسن إدارة ماكينة الوعى لتعميق الإيمان الصادق والصحيح بالمبادئ الإنسانية التى اعتنقناها وتوارثناها بعيدا عن المفاهيم الخاطئة التى كان ــ ومازال ــ تجار الدين يروجون لها بالباطل فنحن والحمد لله شعب طيب يؤمن بحق الإنسان فى ربه كحق مطلق لا يتطلب وجود وسطاء ومفسرين حسب أهوائهم المريضة سعيا لاستغلال الدين ضد طبيعته.
لعلى أكون أكثر وضوحا وأقول: إن تقوية وتثبيت دعائم قرار السيسى إلغاء مد حالة الطوارئ يحتاج إلى دور توعوى ناضج يؤكد حق هذا الشعب فى التمسك بالقيم الإنسانية والمعنوية النبيلة التى تعمق الإيمان الصحيح بالدين والانتماء الصادق لتراب هذا الوطن.. والحمد لله أن تاريخ مصر يشهد لمئات الألوف ممن أعطوا حياتهم برضا دفاعا عن هذه القيم الإنسانية والمعنوية النبيلة.
وكشاهد عيان عايش مراحل عديدة شهدنا خلالها تجارب عديدة تماوجت بين الصواب والخطأ يمكننى أن أقول: إن القرار السياسى يظل مجرد مفتاح لفك الأبواب المغلقة لكن بلوغ الأهداف المرجوة يظل رهنا بصحة الممارسة الشعبية على أرض الواقع تحت مظلة الوعى بأن أساس الحرية هو المسئولية وأن هناك فارقا كبيرا بين الأحلام المشروعة والأوهام الضائعة.. وما بين صدق الأحلام وأكاذيب الأوهام مساحة واسعة ينبغى العمل على تضييقها لقطع الطريق أمام الأفكار السطحية التى هى أعدى أعداء الحقيقة!
