ننشر نص كلمة وزير النقل بافتتاح مشروع الممر الملاحي بين فيكتوريا والبحر المتوسط
شيماء عبيد مصر 2030ألقي الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل كلمته فى الجلسة الافتتاحية للمائدة المستديرة للمانحين لمشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وجاء نص الكلمة كالآتي:
"فى البداية نرحب بالحضور لجلسة المائدة المستديرة للمانحين لمشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط والتي تعقد ضمن فعاليات هذا الحدث الهام وهو أسبوع القاهرة الرابع للمياه ونرحب بكم جميعاً فى بلدكم الثاني مصر.
وأضاف "لقد حرصت مصر منذ فجر التاريخ على ترسيخ وتعظيم قيمة نهر النيل في وجدان المصريين ، فقدسوه وتفننوا في إدارته واتخذوا الإجراءات اللازمة بما يضمن استدامة عطائه ، ولقد سلك المصريون عبر الأجيال درب أبائهم وأجدادهم في الحفاظ على المياه واستغلالها بالصورة المثلى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ، وتعتمد مصر علي رؤية شاملة تستهدف إرساء دعائم التنمية مع الدول الإفريقية استنادا إلى مقومات التاريخ المشترك ووحدة المصير وإعلاء مصالح الشعوب ، ويشمل ذلك تعزيز التعاون في إدارة الموارد المائية المشتركة العابرة للحدود بما يعود بالنفع على الجميع في إطار العلاقات الأزلية التي تربط دول وشعوب حوض نهر النيل".
وتابع "تمتلك أفريقيا موارد وثروات طبيعية هائلة يحقق استغلالها على الوجه الأمثل طفرة كبيرة في تطور معدلات التنمية وزيادة الناتج القومي لدول القارة ، وفي هذا الإطار يمثل تطوير البينة التحتية لشبكات النقل في القارة عنصرا رئيسيا في تحقيق هذه النهضة المأمولة ، ويأتي مشروع الممر الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط كأحد الرؤى الهامة لتحقيق هذا الهدف ، حيث يمثل مشروع الممر الملاحي شريان حيوي للنقل لتنمية التجارة البينية بين دول حوض النيل ، كما يربط بين دول شمال وجنوب القارة ، ويعتبر أقصر الطرق لربط دول الحوض والدول الحبيسة داخل القارة تلك التي لا تطل على أنهار أو بحار أو محيطات".
وأشار إلي أنه بالنظر لأهمية هذا المشروع فقد تم استغلال الميزات التنافسية للنقل النهري من توفير للوقود وخفض تكلفة صيانة الطرق وتقليل الاختناقات وخفض التلوث البيئي , كما يهيئ المناخ لفتح أسواق جديدة للاستثمار ، خاصة وأن المؤشرات المبدئية لدراسات ما قبل الجدوى للمشروع إيجابية من الناحية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.
وأكد أنه الإنتهاء من الدراسات المؤسسية والقانونية واحتياجات التدريب وإعداد كراسة الشروط المرجعية لمرحلة دراسة الجدوى (المرحلة الأولي) بمنحة مقدمة من بنك التنمية الأفريقي تقدر بنحو 650 ألف دولار وتم إقرار تلك الدراسات فى الإجتماع الرابع للجنة التوجيهية للمشروع فى أكتوبر 2018 والتي أوصت بإنشاء وحدتين لإدارة المشروع خلال المرحلة المقبلة وهما :
... الوحدة الأولى وتضم دول النهر الرئيسي ( مصر- السودان - جنوب السودان - أثيوبيا – أوغندا ) ومقرها مصر .
... الوحدة الثانية وتضم دول روافد النهر ( أوغندا - تنزانيا - كينيا - الكونغو الديمقراطية - رواندا – بوروندي ) ومقرها أوغندا .
ولفت إلي أن الهدف من هذه الجلسة هو البحث عن مصادر لتمويل المرحلة الثانية من الدراسات بقيمة 11,7 مليون دولار والتي تشمل الجوانب الفنية والبيئية والاقتصادية للمشروع ودراسة البدائل والمسارات المختلفة للمشروع واختيار البديل الأنسب وتكلفة إنشاء وتشغيل الوحدات الإقليمية لإدارة المشروع بمصر وأوغندا .
وجدير بالذكر أنه قد تم إدراج المشروع ضمن قائمة برنامج البنية التحتية بأفريقيا للمشاريع ذات الأولوية والتي نأمل أن تجد الدعم من الشركاء فى النيباد والكوميسا .
وأوضح أن تبنى مصر لهذا المشروع يحملها المسئولية للدفع به قدماً إلى الأمام حيث يحظى باهتمام كبير من القيادة السياسية ، حيث تسعى مصر دوما إلى تعزيز وتعميق أواصر التعاون مع أشقائها دول حوض النيل التي ترتبط معهم بعلاقات أزلية، حيث أن المياه هي الإرث المشترك للإنسانية ، مطالبا بالعمل جاهدين لتحقيق هذا المشروع الاستراتيجي الضخم لما يحققه من عوائد اقتصاديه كبيرة لدول حوض النيل ، وان نكون بفضل تعاوننا سببا لرخاء شعوب القارة وضمان حياة كريمة للأجيال القادمة .