ما الإيمان؟ حين سأل جبريل الرسول الأكرم ﷺ وعلَّم الصحابة
أحمد العلامي مصر 2030سأل جبريل عليه السلام الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإيمان؛ معلمًا الصحابة رضوان الله عليهم، إذ أتاهم على شكل رجل جميل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، ولا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منهم أحد؛ فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يسأله عن الإسلام، والإيمان.
حديث جبريل (أتاكم يعلمكم دينكم)
وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: «يا محمد أخبرني عن الإسلام»، فقال له ﷺ: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا)، قال: «صدقت»؛ فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: «أخبرني عن الإيمان» قال ﷺ: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)، قال: «صدقت»، قال: «فأخبرني عن الإحسان»، قال ﷺ: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، قال: «فأخبرني عن الساعة»، قال ﷺ: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)، قال: «فأخبرني عن أماراتها»، قال ﷺ: (أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان)، ثم انطلق، فلبث مليا، ثم قال: (يا عمر، أتدري من السائل؟)، قلت: «الله ورسوله أعلم»، قال ﷺ: (فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).
ومضات من الحديث
ولهذا الحديث شان عظيم وقدر كبير عند المسلمين، كما أنه جامع لـ أبواب الدين، واستخدم فيه أجمل أسلوب، وأجمع وصف، وأبسط كلمات اختصرت أساس الدين الإسلامي، وبسطته لكل مسلم.
وتناول الحديث حقائق الدين الثلاث: الإسلام، والإيمان، والإحسان، وهي كذلك مراتب الدين الذي يبدأ بالإسلام مرورًا بالإيمان، حتى يبلغ العبد مرحلة الإحسان، وهي أعلى مراتب الإسلام، وأجلها، فدائرة الإسلام أوسع هذه الدوائر، تليها دائرة الإيمان، ثم دائرة الإحسان؛ وعلى ما سبق فإن كل محسن مؤمن، وليس كل مؤمن محسن، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن.