19 نوفمبر 2024 22:22 17 جمادى أول 1446
مصر 2030رئيس مجلسي الإدارة والتحرير أحمد عامر
تقارير وملفات

بعد ارتفاع أسعار الغاز.. توقعات باشتعال أزمة الحبوب في الدول العربية قريبا

أزمة حبوب-أرشيفية
أزمة حبوب-أرشيفية

حالة من القلق والرعب تداهم أغنى مناطق العالم، وأكثرها تقدماً، بسبب أزمة الطاقة الحالية التى يمر بها الكثيرون والتى ظهرت بشكل مفاجئ وبدون أي إنظار مسبق.

جاء ذلك على لسان المحلل السياسي ألكسندر نازاروف، في مقاله الذي نشره مؤخرا، والذي أشار من خلاله إلى أن أوروبا، تسبب اللعب بدمية «الطاقة الخضراء»، والمحاولات الانتحارية لقطع جسور التعاون في مجال الغاز مع روسيا.

وبالتالي فإن هذه الدول شهدت ارتفاها هائلا لأسعار الغاز إلى ما يقرب من 2000 دولار لكل 1000 متر مكعب من الغاز، مما أدى إلى توقف بعض شركات الصناعات الكيماوية.

ورغم انخفاض طفيف في الأسعار بعد الذروة، إلا أن ظروف الشتاء البارد هذا العام، قد يجعل أوروبا تواجه كارثة اقتصادية واجتماعية

كما ذكر المحلل السياسي ما يحدث داخل الصين والتى من المحتمل لها أن تواجه العديد من الأزمات،
على خلفية ارتفاع أسعار الفحم، فقد تواجه أكثر من نصف مقاطعات البلاد قيوداً على إمدادات الكهرباء، التي تؤثر بالفعل على إنتاج البلاد وصادراتها. وعلى الرغم من الإجراءات العاجلة التي اتخذتها الحكومة، إلا أن الصناعة والسكان قد عانوا من انقطاع الكهرباء في عدد من المقاطعات الشمالية، التي تتعرض لطقس بارد.

أما الهند فقد بدأت توابعها بالفعل فقد ظهرت مشكلات الطاقة بها.

هذا إلى جانب لبنان التى لم تسلم من هذه الأزمة فيواصل انقطاع التيار الكهربائي بها حتى الآن بسبب ارتفاع أسعار الطاقة، وربما لن تكون تلك هي آخر منطقة أو دولة سنسمع منها قريباً هذه الأخبار

وأوضح المحلل السياسي في مقاله، أن بعض التفسيرات في الصحافة تبدو مختلفة، بينما تتجاهل الصحافة الغربية السبب الرئيسي، وهو بداية تسارع التضخم العالمي نتيجة ضخ البنوك المركزية لأكبر دول العالم دولارات ويورو وين ويوان غير مغطاة على المدى الطويل.

وكذلك أصاب الحجر الصحي المصاحب لوباء كوفيد-19 الخدمات اللوجيستية، وسلاسل الإنتاج، وخلق نقصاً في البضائع، على خلفية أن فائض الأموال غير المغطاة لا يمكن إلا أن يؤدي إلى زيادة في أسعار كل السلع.

وجاءت وكالة "إنفولاين" Infoline الروسية، لتشير إلة نمو مؤشر أسعار الغذاء العالمي بنسبة 27% لهذا العام، وهو ما لم يكن عليه الحال في الأربعين عاماً الماضية، حيث بدأت أسعار المواد الغذائية في التسارع منذ نهاية العام الماضي.

وبالتالي ووفقا لما كشف عنه المحلل السياسي ألكسندر نازاروف، فإن هذه الظروف التي تظهر هذا العام: فوفقاً لتقرير وزارة الزراعة الأمريكية لشهر سبتمبر، سيبلغ إنتاج القمح العالمي لهذا العام 780 مليون طن، والاستهلاك العالمي هو 790 مليون طن. في الوقت نفسه.

ومن المتوقع أن ينخفض المحصول في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وروسيا مقارنة بالعام السابق. وعلى الرغم من أن جزءاً من الفارق سيتم تغطيته من المخزونات القديمة، إلا أنه من الواضح تهيئة الظروف لعجز ومزيد من النمو في أسعار الخبز

إلا أن هناك عاملا آخر أيضاً، وهو أن الحبوب والغذاء، ستكون سلعة استراتيجية حتى أكثر من الطاقة، وربما تستخدم بنجاح أكبر كسلاح اقتصادي، أو وسيلة دعم للحلفاء.

وبالفعل هذا ما حدث أثناء الحجر الصحي خاصة نهاية العام الماضي، فعندما بدأت أسعار المواد الغذائية في الارتفاع، كيف فرض أكبر منتجي الحبوب حظراً أو قيوداً على التصدير، من أجل ملء السوق المحلية، وخفض الأسعار لسكانهم. في حالة اندلاع التضخم العالمي المفرط.

وبالتالي غالباً ما سوف يكون قرار تصدير الغذاء إلى الخارج ذا طبيعة سياسية، وسيتم اتخاذه اعتماداً على العلاقات بين البلدان، فعلى سبيل المثال لا الحصر، وعلى خلفية ما نلاحظ من الاحتكاك الراهن بين فرنسا والجزائر، وفي سياق أزمة الغذاء العالمية، قد يؤثر ذلك أو حتى سيجعل من المستحيل توريد القمح الفرنسي إلى الجزائر

ومن هنا من المحتمل أن تكون حصة روسيا في إنتاج القمح العالمي كبيرة بشكل غير متناسب، فهي تصدّر الآن الحبوب، بما في ذلك إلى حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي المقابل، لن تكون الحبوب التي تنتجها الولايات المتحدة وحلفاؤها كافية لجميع أفراد معسكرها

ونستخلص من ذلك أنه من المتوقع أن تخلق هذه الأزمات صدامات شديدة في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، الذين سيتعيّن عليهم الاختيار بين الجوع أو التعاون مع أعداء الولايات المتحدة، بكل ما يحمله ذلك من تداعيات سياسية. وأظن أن واشنطن ستختار الجوع بالنسبة لعدد من هذه البلدان.

وبالتالي يؤكد ألكسندر نازاروف في نهاية مقاله بأن ارتفاع أسعار الغذاء العالمية ستواجه في الأشهر المقبلة، ضربة للميزانيات والاستقرار السياسي في عدد من الدول التي تستورد الغذاء، والتي على رأسها الدول العربية.

أسعار الغاز أسعار الطاقة أمريكا روسيا الصين الهند كورونا كوفيد 19 أسعار الحبوب الدول العربية إنتاج القمح العالمي القمح مصر 2030

مواقيت الصلاة

الثلاثاء 10:22 مـ
17 جمادى أول 1446 هـ 19 نوفمبر 2024 م
مصر
الفجر 04:53
الشروق 06:24
الظهر 11:40
العصر 14:37
المغرب 16:57
العشاء 18:18
البنك الزراعى المصرى
banquemisr