بعد الكشف عن مقبرة جماعية لجنود مصريين بالقدس.. تحرك عاجل من الرئيس السيسي ووزارة الخارجية
مصطفى الخطيب مصر 2030سيطرت حالة من الغضب على الشارع المصري خلال الساعات الماضية، بعد تصريحات وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن وجود عشرات الجثث لجنود مصريين من الذين استشهدوا خلال حرب عام 1967، مدفونة في مقبرة جماعية غرب القدس.
استشهاد جنود مصريين
بداية القصة عندما قالت صحيفة هآرتس، إن جثث الجنود تعود إلى وحدات في الجيش المصري، مضيفة أن عددهم يقدر بـ 80 جنديًا، حسب شبكة «BBC» البريطانية.
وذكر التقرير الذي أعدته الصحيفة أن عددًا من الجثث المدفونة يعود إلى جنود من الوحدة ماتوا حرقا: «بعد إشعال النار في الحقول، حيث كانوا محاصرين»، حيث جرى التقرير بناء على شهادات جمعتها الصحيفة عبر مقابلات امتدت لأسابيع.
مقبرة جماعية
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن الجرافات دفنت الجثث في مكان قريب من مستوطنة نحشون، وهو «الاسم الذي يطلق على المستوطنات الزراعية التعاونية التي أقامها المهاجرون اليهود قبل وبعد إقامة دولة إسرائيل»، ليتم بعدها زراعة بعض الأشجار في المنطقة لكي تغطي على رائحة الجثث.
فيما نقلت هآرتس عن المؤرخ الإسرائيلي زائيف بلوخ، الذي تزعم الصحيفة أنه كان حاضرا وقت دفن الجنود المصريين، قوله إنه تمكن من تحديد موقع تقريبي لمكان دفن الجنود، مستعينا بصور الأقمار الصناعية، حيث يفترض بحسب بلوخ أن يكون موقع المقبرة في الجانب الشرقي من منتزه «ميني إسرائيل» أو إسرائيل الصغيرة، الذي يعد موقعا سياحيا.
كما أضاف بلوخ للصحيفة إنه «غير متأكد تماما مما حصل للجثث في السنين التي تلت دفنها، إلا أنه يستبعد أن يكون قد تم نقلها إلى مكان آخر»، مضيفًا أن أحد سكان المستوطنة حاول الوصول إلى موقع الدفن الجماعي للجنود المصريين وكسر الصمت بشأن الواقعة في تسعينيات القرن الماضي، إلا أن الرقيب العسكري الإسرائيلي، الذي يمتلك سلطة منع نشر مواد حساسة تتعلق بالشؤون الأمنية، لم يسمح بنشر المعلومات وقتها.
كتيبة مصرية
في السياق نفسه، نشر الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان بعض التغريدات باللغة العبرية، بشأن الكتيبة المصرية التي ضمت حوالي 100 جندي، واشتبكت مع القوات الإسرائيلية في مستوطنة نحشون، الواقعة بالضفة الغربية المحتلة، وفقا لوكالة «euronews».
قال ميلمان إن «حوالي 25 جنديًا مصريًا قتلوا حرقًا بنيران اشتعلت في حقول المنطقة، نتيجة إلقاء القوات الإسرائيلية قذائف الفوسفور»، مضيفا أنه «قُتل جنود مصريون آخرون في تبادل لإطلاق النار ليرتفع إجمالي عدد القتلى إلى 80»، كما أوضح أن «القوات الإسرائيلية حفرت مقبرة طولها 20 مترًا ودفنت جثث الجنود المصريين معًا دون وضع شواهد على قبورهم أو التحري من أي معلومات للاستدلال عن هوياتهم في وقت لاحق». واستطرد ميلمان: «في اليوم التالي، جاء جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي مجهزين بجرافة إلى مكان الحادث وحفروا حفرة ودفعوا الجثث المصرية وغطوها بالتراب».
بيان وزارة الخارجية
وفي أول رد من وزارة الخارجية على سؤال بشأن ما تردد في الصحافة الإسرائيلية اتصالاً بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967، ذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير أحمد حافظ بأنه تم تكليف السفارة المصرية في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلامياً، والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات وإفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة، كما تواصل السفارة المصرية في إسرائيل متابعة هذا الموضوع.
الرئيس السيسي يتدخل
وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإسرائيلي "يائير لابيد".
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي قدم التهنئة للرئيس بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، ومن جانبه هنأ الرئيس السيسي، يائير لابيد بمناسبة توليه مهام منصبه الجديد.
وعلي صعيد عملية السلام، تم تبادل وجهات النظر بشأن مستجدات القضية الفلسطينية، حيث تم التوافق على العمل لترتيب لقاءات ثنائية ومتعددة الاطراف تضم مصر، واسرائيل، والرئيس الفلسطيني خلال الفترة القادمة من اجل اعادة تنشيط مفاوضات السلام، حيث اعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تقديره للجهود التي تبذلها مصر بقيادة الرئيس لتحقيق الأمن والاستقرار والتعاون بالمنطقة، كما أكد الرئيس السيسي من جانبه مواصلة مصر لجهودها لتحقيق السلام الشامل والعادل على أساس حل الدولتين ومرجعيات الشرعية الدولية، بما يفتح آفاق التعاون والتنمية لكافة شعوب المنطقة، مؤكدا أيضاً علي ضرورة استمرار التهدئة في الضفة وقطاع غزة وأهمية مساعدة السلطة الفلسطينية فى كافة المجالات خاصة المجال الاقتصادي.
تحقيق عاجل
كما تناول الاتصال بعض موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم التوافق على قيام السلطات الإسرائيلية بتحقيق كامل وشفاف بشأن ما تردد من أخبار في الصحافة الإسرائيلية اتصالاً بوقائع تاريخية حدثت في حرب عام 1967 حول الجنود المصريين المدفونين في القدس، حيث أكد لابيد أن الجانب الإسرائيلى سيتعامل مع هذا الأمر بكل ايجابية وشفافية وسيتم التواصل والتنسيق مع السلطات المصرية بشأن مستجدات الأمر بغية الوصول الى الحقيقة.