”الرمال السوداء” حلم استمر 60 عام تحقق في عهد الرئيس السيسي
أحمد الليثي مصر 2030مشروع الرمال السوداء واحد من المشاريع القومية التي كانت مجرد أحلام على مدار العديد من العقود الماضية، والتي تحولت إلى واقع ملموس على يد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد البدء في عمليات الفصل والتكريك للرمال السوداء التي ستدر دخلاً على مصر يعادل ثلث دخل قناة السويس
حلم طال انتظاره
يعتبر مشروع الرمال السوداء حلم طال انتظاره على مدار العقود الماضي، وتحديداً منذ 60 عام بعد أن بدأت الشركة العام للرمال السوداء في دراسة هذا الأمر بدءاً من عام ١٩٦٣، مرور بدراسة هيئة المساحة الجيولوجية في عام 1970، ثم هيئة المواد النووية في عام 1980.
وظل المشروع قيد الدراسة وحبيس التنفيذ طوال السنوات الماضية، حتى تحول إلى حقيقة، وذلك بعد أن تم الإنتهاء وافتتاح المرحلة الأولى لوحدات إستخلاص المعادن الإقتصادية من الرمال السوداء برشيد فى محافظة البحيرة، والذي يُعد ضمن مجموعة مصانع تشمل مصنع البرلس ودمياط وبورسعيد وغليون.
إشارة البدء
وبدأ إنشاء مصنع رشيد في عام 2018 ويقع على مساحة 40 فدان على شاطئ البحر برشيد وتبلغ مساحة منطقة التكريك التى يتم إستخلاص الرمال السوداء منها 9 كيلو، فيما تبلغ طاقته الإنتاجية بعد إكتماله 150 ألف طن سنوياً من المعادن المختلفة، وتتكون المرحلة الأولى من 3 وحدات استخلاص وتركيز المعادن الاقتصادية بالإضافة إلى عدد 2 وحدات فصل مغناطيسي بطاقة إنتاجية 31 ألف طن ركاز معادن سنوياً.
تشغيل الشباب
ويتطلب تشغيل المصنع العديد من الأيدي العاملة من أبناء محافظة البحيرة، وكذلك الحال مع العديد من المصانع الأخرى التي تعمل في نفس مجال استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء، ومن المخطط استكمال المرحلة الثانية بوصول 3 وحدات فصل واستخلاص معادن الرمال السوداء، هذا إلى جانب إضافة إلى وحدة فصل مغناطيسي بطاقة إنتاجية 35 ألف طن ركاز معادن سنوياً، وسينتهي استكمال المراحل الإنتاجية في نهاية عام 2019.
فوائد الرمال السوداء
يهدف المشروع لاستخلاص عدد من المعادن الإقتصادية الموجودة فى الرمال السوداء، والتى تدخل فى أكثر من 40 صناعة مثل الورق، وهياكل الطيران وسلك اللحام وصناعة السيراميك وتبطين اللحام وصناعة الأسنان والدهانات والبلاستيك و غيرها من الصناعات.
سوف تحقق المصانع دخلا سنويا يعادل ثلث دخل قناة السويس بجانب قيامه بتوفير فرص عمل وتخصيص فائض الإنتاج للتصدير.
أماكن الرمال السوداء
كشف آخر مسح جوي قامت به هيئة المواد النووية المصرية عن امتلاك مصر لما يقرب من 11 موقعا على السواحل الشمالية تنتشر بها الرمال السوداء بتركيزات مرتفعة، كما تتواجد في رشيد حتى العريش بطول ساحل 400 كيلومتر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.
وتتواجد كذلك في إدكو شمال محافظة البحيرة، وتوزع علي 4 مناطق تشمل شمال سيناء بواقع 200 مليون متر مكعب، وفي دمياط بواقع 300 مليون متر مكعب، ورشيد بواقع 600 مليون متر مكعب، وبلطيم بواقع 200 مليون متر مكعب، وموقعان للرمال السوداء بمحافظة كفر الشيخ، الأول شرق البرلس بملاحة منيسي التابعة لقرية الشهابية على مساحة 80 فدانا، ووالثاني بشمال الطريق الدولي غرب محطة توليد الكهرباء العملاقة بالبرلس على مساحة 35 فدانا.
معادن اقتصادية
تحتوي الرمال السوداء على معادن اقتصادية تدخل في العديد من الصناعات، من أبرزها معدن الروتيل والألمنيت الذي يستخدم في صناعة البويات، ومعدن الزركون الذي يستخدم في صناعة السيراميك والعوازل والخزف والأسنان التعويضية.
والرمال السوداء تضم أهم المصادر الأساسية لكثير من المعادن ذات الأهمية الاقتصادية مثل المونازيت واليورانيوم المشع والزريكون ومعادن أخرى كثيرة، وتدخل معادن الرمال السوداء أو كما يطلق عليها "الرمال المشعة" في 41 نشاطًا، منها صناعة هياكل الطائرات والسيارات وأغلفة الوقود النووي وأنابيب البترول والدهانات والأسنان التعويضية.
مصادر الرمال السوداء
والرمال السوداء هي رواسب شاطئية سوداء ثقيلة، تأتى من منابع النيل وتتراكم على بعض الشواطئ، وتسمى بهذا الاسم لأنه يغلب عليها اللون الداكن لاحتوائها على كثير من المعادن الثقيلة، وتتركز رواسب الرمال السوداء عند مصب النيل بالقرب من دمياط ورشيد وهى رواسب فتاتية من حبات معادن ثقيلة ملونة تتراكم على الشواطئ نتيجة مصبات الأنهار فيها يحملها النيل آلاف الكيلو مترات ليلقى بها على شواطئ البحر المتوسط
وهى صخور تأتى من منبع النيل في إثيوبيا تتدفق مع مياه النهر لتصل على المصبات وتصلنا فتات ولدينا 11 موقعا على البحر الأبيض بها 6 معادن مهمة تدخل فى عديد الصناعات".
الكراكة «تحيا مصر»
واستقبل ميناء الصيد بالبرلس في أغسطس 2021 الكراكة الهولندية «تحيا مصر»، وذلك للبدء بتكريك الرمال السوداء في كفرالشيخ، ويوفر مشروع الرمال السوداء في كفرالشيخ، فرص عمل كثيرة فضلا عن أن هناك 41 صناعة متفردة ستستفيد بها الدولة من خلال فصل المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء
وهي أول كراكة في العالم تعمل بالطاقة الكهربائية ويصل سعرها 13 مليون دولار وصُممت خصيصًا لشركة الرمال السوداء بالبرلس، كما أنها كراكة عائمة تعمل في بحيرة مياه صناعية تفصل المعادن الثقيلة عن الرمال السوداء بمصنع التركيز في منطقة البنائين وترسلها إلى مصنع الفصل في منطقة الشهابية.